باحث يجيب على سؤال: هل يقترب الحوثي من جولة جديدة مع إسرائيل؟
توقع الباحث في الشأن الإسرائيلي أيمن الحنيطي، أن الأشهر المقبلة، وخاصة فصل الشتاء القادم، قد تشهد تصاعدًا في التوتر بين الحوثيين وإسرائيل، وسط تقديرات بأن "الرخصة" لجولة عسكرية جديدة بين الطرفين قد تصبح وشيكة.
النشاط الحوثي الحالي قد يبدو محدودًا
وأكد الحنيطي، خلال مداخلة عبر قناة الحدث، أن النشاط الحوثي الحالي قد يبدو محدودًا، لكنه يحمل أبعادًا استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل التعقيدات الجغرافية والمسافات الطويلة بين الجبهتين، متسائل عن مدى مصلحة تل أبيب في تصعيد المواجهة مع الحوثيين، مقارنة باحتمال توجيه الضربات نحو إيران.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتصريحات حزبه حول إمكانية تقديم موعد الانتخابات إلى مارس 2026، قد تجعل من مواجهة الحوثيين محورًا مهمًا في الدعاية الانتخابية.
وأضاف: الهجمات الحوثية المستمرة على إسرائيل، بعد انتهاء حرب غزة، تمنح نتنياهو مادة للترويج السياسي، لا سيما إذا قرر تقديم موعد الانتخابات، مؤكدًا أن الحوثيين، بعد انتهاء الحرب في غزة، قد يعتبرون استمرار الهجمات على إسرائيل وسيلة للحفاظ على تأثيرهم الإقليمي، بينما قد تستغل إسرائيل هذا الوضع لتحقيق مكاسب سياسية محلية، في ظل أجواء الانتخابات المقبلة.
وفي وقت سابق، كشف مسؤول عسكري يمني رفيع عن تصدعات متسارعة داخل بنية جماعة أنصار الله الحوثي، مشيرًا إلى أن الجماعة المدعومة من إيران تمر بمرحلة غير مسبوقة من الارتباك والانقسام الداخلي.
وقال العميد محمد الكميم، مستشار وزير الدفاع اليمني، في تصريحات صحفية، إن الحوثيين يعيشون حالة من الانكشاف الميداني والسياسي، بعد سلسلة اختراقات واسعة طالت دوائرهم الأمنية والعسكرية المغلقة، موضحًا أن إسرائيل تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من الوصول إلى مستويات قيادية حساسة داخل الجماعة، ما أحدث ارتباكًا عميقًا في منظومتها العسكرية والأمنية.
وأضاف محمد الكميم أن القيادات العليا للميليشيا باتت تعيش في عزلة تامة منذ بدء الضربات الإسرائيلية، تاركة الميدان للقيادات المتوسطة التي تواجه الموقف بمفردها، مشيرًا إلى أن هذا الواقع أدى إلى تنامي التذمر وانهيار منظومة الثقة داخل صفوفهم.
الكميم: الاختراقات وصلت إلى مستويات كانت محصنة تمامًا في السابق
وأكد أن الاختراقات وصلت إلى مستويات كانت محصنة تمامًا في السابق، وهو ما دفع العديد من القادة الميدانيين إلى الفرار والالتحاق بمعسكر الشرعية، لافتًا إلى أن آلاف الضباط الحوثيين انضموا خلال السنوات الأخيرة إلى القوات الحكومية، بعيدًا عن الأضواء، خوفًا على أسرهم في مناطق سيطرة الجماعة.


