الشيخ خالد الجندي: الصديق نِد لصاحبه.. ولهذا لم يقل القرآن "صديقه"
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن اختيار القرآن الكريم لكلمة "صاحبه" بدلًا من "صديقه" في بعض المواضع يعكس دقة التعبير القرآني، موضحًا أن الصاحب لا يشترط أن يكون محبوبًا أو نِدًّا لصاحبه، بينما الصديق هو من يقوم على الصدق والمودة والتكافؤ في العلاقة.
لعلهم يفقهون
وأضاف الجندي، خلال حلقة خاصةبعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء، أن القرآن قال عن الرجلين في سورة الكهف: "قال له صاحبه وهو يحاوره"، ولم يقل "صديقه"، لأن بينهما فرقًا في الإيمان والنظر إلى نعم الله، فالمؤمن منهما لم يكن نِدًّا للآخر في الفكر والعقيدة.
الندية والمساواة
وأشارخالد الجندي إلى أن الصداقة تفترض نوعا من الندية والمساواة، في حين أن الصحبة قد تكون في العمل أو السفر أو حتى السجن، مستشهدا بقول الله تعالى: "يا صاحبي السجن" في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، مضيفًا: “ما ينفعش يقول يا أصدقائي، لأن مافيش نِدّية بين يوسف ومن في السجن”.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لم يكن "صديق النبي" من هذا المنظور اللغوي، بل كان "صاحبه"، كما ورد في قوله تعالى: "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"، مشيرًا إلى أن كلمة "الصديق" هنا لقب آخر يدل على التصديق والإيمان، وليس على معنى المساواة أو الندية.
وأكد خالد الجندي أن هذا يفسر لماذا يُقال "أصحاب رسول الله" وليس "أصدقاء رسول الله"، لأنهم كانوا صحابته في الزمان والمكان والدعوة، لكن لا أحد منهم نِدٌّ له صلى الله عليه وسلم.
وقال خالد الجندي : “القرآن لم يستخدم كلمة أصدقاء لأنها تحمل معنى المساواة، أما الصحبة فهي درجة أعمق في المعايشة دون اشتراط الندية، ولذلك قال تعالى صاحبه لا صديقه، لأن الإيمان درجات، والندّية لا تكون بين من يؤمن ومن يُنكر نعمة الله”.
https://youtu.be/wpsYjqDJ9uE?si=b_WHA5Tf2QQaMz0s


