00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

بعد المعتمر المصري.. ما هي الحصانات التي منحتها شريعة الإسلام لمن دخل الحرم؟

واقعة المعتمر المصري
واقعة المعتمر المصري

تصدرت أزمة المعتمر المصري محركات البحث خاصة بعد تعليق الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، والذي قال فيه إن أمن الحرمين وسلامة قاصديهما خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التهاون فيه، لكن ما هي الضمانات التي أوجبتها الشريعة الإسلامية لمن دخل الحرم؟

بعد واقعة المعتمر المصري.. كم مرة ذكر الحرم في القرآن؟

تحدث القرآن الكريم عن المساجد بصفة عامة فنبَّه على علو شأنها وبين أنها هي التي تقام فيها العبادات لله وحده، ومدح الذين يحرصون على تعمير المساجد عن طريق بنائها وتنظيفها والتردد عليها لعبادة الله تعالى، وأمر كل مسلم عند توجهه لمساجد الله تعالى للصلاة أن يتخذ زينته من اللباس المادي ومن اللباس المعنوي وهو التقوى.

أما حديث القرآن عن المسجد الحرام بصفة خاصة، فقد تكرر فيما يقرب من ثلاثين مرة منها خمس عشرة مرة بهذا اللفظ، ومنها ثلاث عشرة مرة بلفظ البيت، أو البيت الحرام، أو بيتي بالإضافة إلى الله عز وجل، أو بغير ذلك من الألفاظ التي فيها ما فيها من الشرف والإجلال لهذا المكان المطهر.

بعد واقعة المعتمر المصري.. ما يجب على زوار الحرم فعله؟

أما عن السلوك الذي يجب على المسلم أن يسلكه في داخل تلك الأماكن الشريفة، فيجب أن يلتزم في كل أحواله السلوك القويم والمنهج السليم والأدب الرفيع ولا سيما إذا كان داخل الحرم الشريف.

بعد واقعة المعتمر المصري.. ما هي ضمانات المسلم داخل الحرم؟

أما الحصانات والضمانات التي منحها الإسلام لمَن هو في داخل الحرم كثيرة ومتنوعة، ومن ذلك ما قرره القرآن الكريم في كثير من آياته أنَّ مَن دخل تلك الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الحرام كان آمنًا على نفسه وعلى ماله وعلى عرضه، والآيات التي وردت في هذا المعنى كثيرة متعددة؛ منها قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ [الحج: 125]، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت: 67]؛ قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه في الحرم فلا يتعرَّض له".

وقد أقرَّت تعاليم الإسلام هذه الحرمة للبيت الحرام على وجه لا يُضَيِّع حقًا ولا يعطّل حدًّا، وزادت في تكريمه وتشريفه بأن جعلت الحجّ إليه فريضة على كلّ مستطيع لها، وفي سورة آل عمران آيتان كريمتان دلتا دلالة واضحة على أفضلية المسجد الحرام على غيره من المساجد وعلى الأمان التام لمَن احتمى به، وهاتان الآيتان هما قوله تعالى: ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وللهِ علَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96-97]، فقوله تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ أي: ومن التجأ إليه أمن من التعرض له بالأذى أو القتل، ولا شك أنَّ في أمن مَن دخل هذا البيت أكبر آية على تعظيمه وعلى علو مكانته عند الله.

بعد واقعة المعتمر المصري .. ما حكم مرتكب الجرائم داخل الحرم؟

ولقد وضع الإسلام لهذه الميزة للبيت الحرام وهي أمان من دخله وضع لها من الضوابط والأحكام ما يجعل استعمالها في الوجوه التي شرعها الله عز وجل؛ فقد اتفق الفقهاء على أنَّ مَن جنى في الحرم جناية فهو مأخوذ بها سواء أكانت في النفس أم فيما دونها، واختلفوا فيمن جنى جناية في غير الحرم ثم لاذ إليه، فقال بعضهم: إذا قتل القاتل في غير الحرم ثم دخل الحرم لا يُقْتَصّ منه ما دام في الحرم، ولكن لا يُجَالس ولا يُعَامل ولا يؤاكل إلى أن يخرج منه فيُقْتَصّ منه، وإن كانت جنايته فيما دون النفس في غير الحرم ثم دخل الحرم اقتصّ منه، وقال آخرون: يُقْتَصّ منه في الحرم لذلك كله كما يُقْتَصّ منه في الحلّ.

وقد ميّز الله تعالى البيت الحرام بهذه الميزة وهي أنه موضع أمان للناس واطمئنانهم؛ لأنّ نعمة الأمان على رأس النعم التي منحها الله سبحانه وتعالى لعباده، إنها النعمة التي يهنأ بها المؤمنون في الجنة كما قال سبحانه وتعالى: ﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ﴾ [الدخان: 55]، وإنها النعمة التي يبشر بها الملائكة المتقين كما في قوله تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾ [الحجر: 46]. وإنها النعمة التي يتحلى بها الصادقون يوم الفزع الأكبر كما قال سبحانه: ﴿وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾ [النمل: 89].

وإذا كان ترويع الآمنين مُحَرَّمًا في كل مكان فهو في بيت الله سبحانه وتعالى وفي حرمه أكثر تحريمًا وأشد عقابًا وأسوأ مصيرًا، ويجب على كل مسلم أن يحرص على شيوع الأمان والاطمئنان في تلك الأماكن المقدسة، وأن يحول بين مَن يفعل خلاف ذلك بكل ما يمكنه من وسائل؛ وفي "الصحيحين" من حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: ««إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، أو يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً».

رئيس شؤون الحرمين: أمن الحرمين وسلامة قاصديهما خط أحمر

كما بين رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام -وفق صحيفة المدينة السعودية- أن المحافظة عليهما واجب شرعي ومسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع لتحقيق المصالح العامة واستتباب الأمن في بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن من أعظم صور التعبد والامتثال في الحرمين الشريفين الالتزام بالتعليمات الأمنية والمحافظة على النظام، واتباع توجيهات رجال الأمن ومنظمي الحشود بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، مشددًا على أن ذلك عبادة وقربة إلى الله تعالى، تسهم في حفظ الأرواح وصون المقدسات.

وأوضح «السديس» أن المملكة العربية السعودية أخذت على عاتقها رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما وحماية أمنهما والحرص على سكينة قاصديهما، وأن من الواجب على كل قاصدٍ وزائرٍ أن يتقي الله بالتزام التعليمات التي تحقق المصلحة العامة وتضمن سلامة الجميع.

تم نسخ الرابط