أمن الحرمين خط أحمر|أول تعليق لـ السديس على واقعة التعدي على معتمر مصري وزوجته
وسط استياء الكثيرين من واقعة التعدي على معتمر مصري وزوجته داخل الحرم المكي الشريف، قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، إن أمن الحرمين وسلامة قاصديهما خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التهاون فيه.
رئيس شؤون الحرمين: أمن الحرمين وسلامة قاصديهما خط أحمر
وبين رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام -وفق صحيفة المدينة السعودية- أن المحافظة عليهما واجب شرعي ومسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع لتحقيق المصالح العامة واستتباب الأمن في بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن من أعظم صور التعبد والامتثال في الحرمين الشريفين الالتزام بالتعليمات الأمنية والمحافظة على النظام، واتباع توجيهات رجال الأمن ومنظمي الحشود بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، مشددًا على أن ذلك عبادة وقربة إلى الله تعالى، تسهم في حفظ الأرواح وصون المقدسات.
وأوضح «السديس» أن المملكة العربية السعودية أخذت على عاتقها رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما وحماية أمنهما والحرص على سكينة قاصديهما، وأن من الواجب على كل قاصدٍ وزائرٍ أن يتقي الله بالتزام التعليمات التي تحقق المصلحة العامة وتضمن سلامة الجميع.
فرد أمن سعودي يعتدي على معتمر مصري
وقد أثار مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لفرد أمن سعودي يعتدي على معتمر مصري داخل الحرم المكي، جدلاً كبيرًا، ما استدعى تدخّلاً عاجلاً من قبل السلطات السعودية.
ووثّق الفيديو الذي انتشر بشكل كبير عبر وسائل التواصل، حاصدًا ملايين المشاهدات والتعليقات، اعتداء فرد أمن الحج والعمرة داخل الحرم على معتمر مصري وسيدة دون الالتزام بالأعراف الدينية واللوائح القانونية للملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، كشف المعتمر المصري والذي يُدعى أبو عمر فضل تفاصيل واقعة الاعتداء عليه، مُشيرًا إلى تدخّل الجهات الأمنية لاحتواء الموقف واتخاذ الإجراءات القانونية بعد وقوع الاعتداء بدقائق.
الرقية الشرعية
كان قد أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، والحذر من اقتراف الشرور والأكدار، والسعي لكل صلاح وإعمار.
وقال خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: "في هذا العصر الزاخر بالصراعات المادية والاجتماعية، والظواهر السلوكية والأخلاقية، والمفاهيم المنتَكسَة حيال الشريعة الربانية، لا بد من الرجوع إلى هدايات القرآن وآدابه، ففيه حقائق التربية الفاضلة، وأُسس المدنية الخالدة، ولذلك كانت سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كثرة موعظة النَّاس بالقرآن، بل كان كثيرًا ما يخطب النَّاس به".
وأضاف خطيب المسجد الحرام يقول: "اشتملت سورة الفاتحة على أمهات المطالب العالية، فلا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يَسُدُّ مَسَدَّهَا، ولذلك لم يُنزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها، جمعت أصول القرآن، ومعاقد التوحيد، ومجامع الدعاء، وهي رقية فيها الشفاء، واشتمالها على التوحيد وأصول الدين وقواعده ومقاصده، والحمد والثناء والدعاء، وعلمتنا هذه السورة الدعاء والثناء، والتوسل والعبودية والولاء والبراء، كما اشتملت على آداب الطلب، وثبوت أوصاف الكمال والجلال والعبودية والاستعانة بالله رب العالمين وحده لا شريك له".
موجات تشكيك وإلحاد
وشدد الشيخ عبدالرحمن السديس على احتياج الأمة إلى تأمل هدايات كتاب ربها ومقاصده في عصر عمت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، وتَنَكَّبَ فيه بعضهم صراط الله المستقيم بموجات تشكيك وإلحاد، وضروب إشراك وبدع ومحدثات، ونيل من مقامات الأنبياء والرسل، ووقيعة بالصحابة والآل الكرام، وتوسيع هوة الخلافات، وهم يكررون هذه السورة عدة مرات، ولا سيما في زمن أصيبت فيه الأمة بفقد علمائها الربانيين، وفقهائها الراسخين، سائلًا الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، ويجعلنا من أهل إياك نعبد وإياك نستعين، ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه جواد كريم.

