كارثة أثرية عالمية.. فاروق حسني يكشف تفاصيل سقوط كتف أبو الهول
كشف الدكتور فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، تفاصيل تُعرض لأول مرة حول أزمة سقوط كتف تمثال أبو الهول، موضحا أن الحادثة كانت بمثابة كارثة أثرية عالمية، نظرًا لما يمثله التمثال من قيمة فنية وتاريخية استثنائية.
وأوضح حسني، خلال لقائه في برنامج “الصورة” مع الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة النهار، أن الكتف سقط نتيجة ترميم قديم خاطئ، استخدم فيه الأسمنت وحجارة من قلعة صلاح الدين، وهي مواد لا تتناسب إطلاقا مع طبيعة الأحجار الفرعونية، وأضاف قائلاً: "كانت لحظة مؤلمة، لأننا لم نكن أمام مجرد تلف في قطعة أثرية، بل أمام خطر فقدان رمز من رموز الحضارة المصرية."
“فقدنا أبا الهول وعلينا استعادته”
وري حسني أنه فور معاينته للموقع، قال عبارته الشهيرة: “لقد فقدنا أبا الهول وعلينا استعادته”، وتابع “بدأت أكبر عملية إنقاذ وترميم في تاريخ التمثال، شاركت فيها فرق متخصصة من مصر والعالم”.
وأوضح أنه عقد مؤتمرا عالميا بمشاركة 90 دولة، من أجل الاستفادة من خبراتهم في مجال الترميم، مشيرا إلى أن التعاون العلمي والبحثي كان مفتاح النجاح، وأضاف: “كنا أمام مسؤولية ضخمة، وكان لابد أن نعيد لأبو الهول هيبته دون المساس بأصالته.”
وكشف حسني أن فريق الترميم المصري نجح في الوصول إلى الحل بعد تحليل عينة من المونة الأصلية الفرعونية التي استخدمها القدماء المصريون في بناء التمثال، وهو ما ساعد في إعادة تركيب الكتف بطريقة علمية دقيقة،وأكد أن تلك الخطوة كانت نقطة التحول التي أنقذت أبا الهول من “الانقضاض على نفسه”، على حد وصفه.
الآثار الفرعونية.. متعة حياة فاروق حسني
وختم وزير الثقافة الأسبق حديثه بالتأكيد على ارتباطه العميق بالآثار المصرية قائلا: “أجد حياتي ومتعي الحقيقية مع الآثار الفرعونية.”
وأشار إلى أنه كان يزور الأقصر وأسوان سنوياً أثناء دراسته الجامعية في رحلات فنية، حيث تشكلت لديه تلك العلاقة الروحية بالفن والتاريخ المصري القديم.
وأكد حسني أن تجربة ترميم أبي الهول ستظل واحدة من أهم المحطات في حياته المهنية، ليس فقط لأنها أنقذت أثراً خالداً، بل لأنها جسّدت معنى التعاون بين العلم والفن والهوية المصرية.

