خبيرة أفريقية: الصراع في السودان ونيجيريا يدور حول الثروات وليس الأديان

قالت هبة البشبيشي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية، إن الأوضاع في السودان ما زالت تشهد تصعيدًا خطيرًا وعمليات إبادة واسعة في إقليم دارفور، في ظل غياب واضح لأي تحرك دولي جاد لوقف القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

لا يمكن الحديث عن أي حلول سياسية 

وأوضحت "البشبيشي" في مداخلة هاتفية عبر قناة الحدث اليوم، أن المفاوضات متوقفة تمامًا في الوقت الحالي، ولا يمكن الحديث عن أي حلول سياسية قبل وقف العمليات العسكرية المستمرة، مشيرة إلى أن الساحة السودانية باتت ساحة لتبادل الاتهامات بين الأطراف المحلية والإقليمية، بل وحتى اللجنة الرباعية المعنية بالأزمة السودانية أصبحت هدفًا للانتقادات من مختلف الجهات.

وأضافت أن الصراع في السودان لم يعد مجرد نزاع سياسي أو عسكري، بل تحول إلى صراع اقتصادي على الموارد الطبيعية، خاصة الذهب، حيث تعد السودان الأولى في أفريقيا والثالثة عالميًا في إنتاج الذهب، لافتة إلى أن قوى داخلية وخارجية تسعى للسيطرة على هذه الثروات التي تتركز في إقليم دارفور الغني بالمعادن النفيسة.

 ما يحدث في نيجيريا 

وانتقلت البشبيشي للحديث عن المشهد الأفريقي الأوسع، مؤكدة أن ما يحدث في نيجيريا من تصاعد للعنف الطائفي والاقتتال الداخلي ليس إلا جزءًا من صراع أوسع على النفوذ والثروات بين القوى الكبرى. 

وأشارت إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التدخل العسكري لحماية المسيحيين في نيجيريا تكشف تناقضًا واضحًا في المواقف الأمريكية، معتبرة أن واشنطن تسعى إلى استعادة نفوذها في القارة السمراء بعد تراجع الدور الفرنسي وصعود النفوذ الروسي.

وأضافت أن القارة الأفريقية تعيش وفق ما أسمته “نظرية الأواني المستطرقة”، حيث تنتقل الأزمات من منطقة إلى أخرى دون أن تهدأ، مشيرة إلى أن الصراعات في أفريقيا الوسطى ونيجيريا والسودان تتشابه في طبيعتها، إذ تهدأ لفترة ثم تعود لتشتعل من جديد.

 نيجيريا تعد من أهم الدول في القارة

وأوضحت الخبيرة الأفريقية أن نيجيريا تعد من أهم الدول في القارة، إذ تمتلك ثروات ضخمة من البترول والذهب، وتطل على خليج غينيا، مما يجعلها محط أنظار القوى الإقليمية والدولية، مضيفة أن الأوضاع الجيوسياسية المحيطة بها، وخاصة خمس الانقلابات العسكرية الأخيرة في غرب أفريقيا، قد تدفع الجيش النيجيري إلى التدخل قريبًا لفرض الاستقرار.

وختمت الدكتورة هبة البشبيشي تصريحها بالتأكيد على أن التدخل الأمريكي المحتمل في نيجيريا يأتي في إطار إعادة توزيع مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا في أفريقيا، مؤكدة أن الهدف غير المعلن من استمرار هذه النزاعات هو ألا تهدأ القارة الأفريقية أبدًا، باعتبارها القارة الأغنى بالموارد الطبيعية والأكثر جذبًا للصراعات الدولية.