حكم الوضوء داخل الحمام.. متى يكون جائزًا وما الشروط الواجب مراعاتها؟

أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين عام الفتوى، عن سؤال حول حكم الوضوء داخل الحمام، وهو مكان يجمع بين قضاء الحاجة والاغتسال.
وأوضح عاشور الرأي الشرعي في مسألة الوضوء داخل الحمام، استنادًا إلى الأدلة الشرعية.
حكم الوضوء داخل الحمام
أكد الدكتور عاشور أن الوضوء داخل الحمام جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، خاصة في ظل العصر الحديث الذي أصبحت فيه الحمامات نظيفة ومجهزة.
لكنه شدد في ذات الوقت على ضرورة تجنب ذكر الله بصوت مرتفع أثناء الوضوء داخل الحمام، احترامًا لخصوصية المكان.
وأشار إلى أن كلمة "الحمام" قديمًا كانت تعني أماكن الاغتسال بالماء الحار، لكنها تطورت اليوم لتشمل مواضع قضاء الحاجة أيضًا، وعليه، يجوز الوضوء داخل الحمام مع الاكتفاء بذكر التسمية في القلب دون النطق بها، وذلك تطبيقًا للأدب الشرعي.
حالات الوضوء في الحمام
أوضح عاشور أن الوضوء من صنبور المياه في الحمام مكروهٌ إذا خُشي من التعرض للنجاسة، خاصة إذا كان هناك مكان آخر متاح للوضوء، أما إذا لم يوجد بديل وكان المكان نظيفًا ومهيأً، فلا بأس من الوضوء داخل الحمام.
وأشار إلى القاعدة الشرعية التي تقول إن الأرضية تُعد طاهرة ما لم يثبت يقينًا نجاستها، مستشهدًا برأي المالكية الذين أجازوا الوضوء حتى في الأماكن المعدة للنجاسة، بشرط أن تكون نظيفة. وجاء في الفقه: "إذا توضأ في مكان معد للنجاسة ولكنه طاهر، فالوضوء صحيح مع الكراهة التنزيهية."
حكم الوضوء داخل الحمام
استدل عاشور بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" (رواه البخاري ومسلم)، مبينًا أن الوضوء واجب للصلاة، والمكان الذي يتم فيه الوضوء لا يبطل صحته، طالما أنه طاهر ونظيف.
وختم عاشور بالتأكيد على أهمية التزام النظافة والطهارة في هذه الأماكن، مع تجنب رفع الصوت أثناء الذكر، مراعاةً للآداب الشرعية.
وأشار إلى أنه إذا تيسر الوضوء خارج الحمام فهو الأفضل، مع التسمية جهرًا في بداية الوضوء، أما عند تعذر ذلك فلا مانع من الوضوء داخل الحمام، بشرط مراعاة الطهارة والآداب الشرعية.