حكم إيقاظ النائم للصلاة بين الاستحباب والوجوب.. دار الإفتاء توضح

تعد الصلاة عماد الدين وأهم ركن بعد الشهادتين، وقد شددت التعاليم الإسلامية على ضرورة أدائها في وقتها وعدم التهاون فيها. ولكن عندما يكون الإنسان نائما، يثور تساؤل مهم: هل يتحمل المحيطون به مسؤولية إيقاظه، أم أن الأمر يقتصر على إرادة الفرد وحده
حكم إيقاظ النائم للصلاة في الإسلام
يؤكد علماء الفقه أن إيقاظ النائم للصلاة واجب إذا كان من أهل التكليف، خاصة إذا كان هناك خطر خروج وقت الصلاة. وقد استندوا في ذلك إلى أفعال النبي محمد ﷺ، الذي كان يوقظ أهله لأداء الصلاة، مما يدل على أهمية هذا الفعل.
الأدلة الشرعية
استدل الفقهاء بعدد من الأحاديث النبوية التي تؤكد أهمية التنبيه للصلاة، ومنها حديث أم سلمة رضي الله عنها، الذي جاء في صحيح البخاري، والذي يوضح أن النبي ﷺ كان يحرص على إيقاظ أهل بيته للصلاة. كما استندوا إلى مبدأ التعاون على البر والتقوى الوارد في القرآن الكريم.
هل يتحمل النائم إثم عدم الاستيقاظ للصلاة؟
إذا اتخذ النائم كل الاحتياطات للاستيقاظ، مثل ضبط المنبه أو طلب المساعدة من الآخرين، لكنه لم يستيقظ، فإنه لا يتحمل الإثم. ويستند ذلك إلى حديث النبي ﷺ الذي يرفع القلم عن النائم حتى يستيقظ، مما يدل على أن النوم عذر شرعي لعدم أداء الصلاة في وقتها.
أهمية التعاون على أداء الصلاة في وقتها
تشير التعاليم الإسلامية إلى أن المجتمع المسلم يجب أن يكون قائمًا على مساعدة بعضه البعض في أداء الفرائض، ومن ذلك إيقاظ الآخرين للصلاة، خصوصًا صلاة الفجر التي قد يكون النوم فيها أثقل.
شروط وجوب الصلاة
وهي الشروط التي تجعل الصلاة مفروضة على الشخص، وهي:
1. الإسلام: فلا تجب الصلاة على غير المسلم، لأنها عبادة خاصة بالمسلمين.
2. العقل: لا تجب الصلاة على المجنون حتى يعود إليه عقله، لقوله ﷺ: “رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل” (رواه أبو داود والنسائي).
3. البلوغ: لا تجب الصلاة على الصبي حتى يبلغ، ولكن يُؤمر بها من سن السابعة ويُضرب عليها تأديبًا عند العاشرة، كما ورد في الحديث النبوي.
ثانيًا: شروط صحة الصلاة
وهي الشروط التي يجب توفرها ليكون أداء الصلاة صحيحًا ومقبولًا، وهي:
1. الطهارة: من الحدث الأصغر بالوضوء، ومن الحدث الأكبر بالغسل، إضافة إلى طهارة البدن والثياب ومكان الصلاة من النجاسة.
2. دخول وقت الصلاة: فلا تصح الصلاة قبل دخول وقتها المحدد شرعًا، لقوله تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” (النساء: 103).
3. ستر العورة: يجب على الرجل ستر ما بين السرة والركبة، وعلى المرأة ستر جميع جسدها عدا الوجه والكفين في الصلاة.
4. استقبال القبلة: يشترط التوجه إلى الكعبة أثناء الصلاة، إلا في حالة العجز أو الجهل بالاتجاه.
5. النية: يجب استحضار نية الصلاة في القلب قبل أدائها، لقول النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات” (متفق عليه)