المجلس النرويجي للاجئين: 250 ألف مدني في الفاشر يواجهون خطر القصف والنزوح

قالت ماتيلد فو، مديرة المناصرة بالمجلس النرويجي للاجئين في السودان، إن ما تشهده الفاشر في الوقت الراهن يعتبر حملة ممنهجة من الهجمات على المدنيين والبنى التحتية الحيوية.

الاعتداءات تستهدف الأمهات والآباء وكبار السن

وأكدت خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تلك الاعتداءات تستهدف الأمهات والآباء وكبار السن وحتى أولئك الذين يحاولون الفرار من المدينة، مشيرًة إلى أن التقارير الميدانية الواردة من فرقها الإنسانية تُظهر أن آلاف الأشخاص ما زالوا محاصرين أو مفقودين.

وأشارت إلى أن منطقة طويلة التي تبعد نحو 60 كيلومترًا عن الفاشر، استقبلت أعدادًا قليلة من الفارين، وهو ما يعني أن آلافًا آخرين لم يتمكنوا من النجاة بعد، منوهًة إلى أن الانتهاكات مستمرة منذ بداية الأسبوع، وأن هناك روايات مروعة عن مدنيين قُتلوا على أساس عرقي أو لمجرد أنهم حاولوا الفرار.

ونوهت إلى أن المجلس النرويجي للاجئين يدعو جميع الأطراف المتحاربة، والمنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسف، إلى ضمان حرية حركة المدنيين وتوفير ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.

وأضافت فو أن الحصول على أرقام دقيقة لأعداد النازحين من الفاشر أمر شبه مستحيل حاليًا بسبب الفوضى وصعوبة الوصول، لكنها استدركت بالقول: «رغم غياب الإحصاءات الدقيقة، إلا أن المعاناة ظاهرة للعيان، وفرقنا في منطقة طويلة تؤكد أن واحدة من كل عشر عائلات تصل هناك تصطحب أطفالًا ليسوا من ذويها، ما يشير إلى فقدان أو مقتل أو اعتقال عدد كبير من الآباء أثناء محاولتهم الهرب.

عشرات الآلاف يفرون حاليًا من الفاشر

وتابعت موضحة أن التقارير تشير إلى أن عشرات الآلاف يفرون حاليًا من الفاشر، فيما يعيش مئات الآلاف أوضاعًا إنسانية مأساوية، مضيفة:"تقديراتنا تشير إلى أن نحو 250 ألف مدني في الفاشر مهددون بالخطر".

وأوضحت أن منطقة طويلة، التي تعد أقرب المناطق الآمنة نسبيًا من الفاشر، باتت تستضيف نحو نصف مليون نازح يعيشون في ظروف قاسية للغاية، مضيفة أن المنطقة تحولت إلى مخيم مفتوح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وأشارت إلى أن تفشي مرض الكوليرا في المنطقة زاد من خطورة الوضع الإنساني، مؤكدة أن الموارد المتاحة للمنظمات الإنسانية قد استُنفدت بالفعل، وهناك حاجة ماسة إلى استجابة عاجلة وشاملة في دارفور والسودان عمومًا.