وزير الإعلام الأسبق: الانتماء للمؤسسة العسكرية يتطلب تضحيات كبيرة
قال اللواء الدكتور طارق مهدي، وزير الإعلام الأسبق، إن العمل داخل القوات المسلحة بطبيعته مليء بالتحديات، مشيرًا إلى أن الانتماء إلى هذه المؤسسة العريقة يستلزم الكثير من التضحيات الشخصية والاجتماعية من أجل خدمة الوطن.
وزير الإعلام الأسبق: أسر العاملين بالقوات المسلحة تتحمل كثيرًا من المعاناة
وأوضح مهدي، خلال حديثه في برنامج الحصان الأسود، مع الإعلامية شيماء علام، أن من ينتمي إلى القوات المسلحة يقدم تنازلات كثيرة في سبيل أداء مهمته الوطنية، سواء تجاه أسرته أو أبنائه أو حياته الشخصية، لافتًا إلى أن الجندي أو الضابط يذوب تمامًا في مهمته دفاعًا عن الوطن.

وأشار إلى أنه بعد انتهاء فترة خدمته في ثلاث محافظات شعر للمرة الأولى أنه بدأ يعرف أبناءه عن قرب، موضحًا أن أسر العاملين بالقوات المسلحة تتحمل كثيرًا من المعاناة، لكنها تشعر بالفخر لما يقدمه ذووها من عطاء وتفانٍ في سبيل الوطن.
ونوه مهدي إلى أن الانتماء في جيله الذي بدأ مع حرب أكتوبر 1973 كان انتماءًا إنسانيًا قبل أن يكون عسكريًا، مؤكدًا أن الروابط بين الضباط والجنود كانت قائمة على الإنسانية والتقدير المتبادل، حتى أن كل قائد كان يحمل دفترًا صغيرًا يدون فيه أسماء مرؤوسيه وأسرهم، في دلالة على الترابط الإنساني داخل صفوف الجيش المصري.
وزير الإعلام الأسبق: التحديات داخل القوات المسلحة لا تقتصر على المهام الميدانية
وأكد وزير الإعلام الأسبق أن التحديات داخل القوات المسلحة لا تقتصر على المهام الميدانية، بل تشمل جوانب إنسانية وانضباطية، مشيرًا إلى أن ضباط وجنود الجيش عاشوا ظروفًا صعبة أثناء حرب أكتوبر، من الإقامة تحت الأرض إلى محدودية الإمكانات، ومع ذلك كانوا يمتلكون إصرارًا لا يلين على تحقيق النصر.

وأوضح مهدي أن الدولة المصرية كانت تتحمل أعباء مالية ضخمة لتأمين مواقع الدفاع الجوي خلال الحرب، قائلًا إن تكلفة الموقع الواحد كانت تصل إلى نحو أربعة ملايين جنيه يوميًا في ذلك الوقت، وهو ما يعكس حجم الجهد والإصرار على حماية سماء الوطن رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتابع مهدي قائلًا إن التواجد في القوات المسلحة يعني حياة مختلفة تمامًا عن المدنيين، حيث يقضي القادة والجنود أيامًا طويلة داخل المعسكرات دون مغادرة، مضيفًا أن روح الصبر والانضباط والتفاني هي السمات التي تُميز أبناء الجيش المصري.

ونوّه وزير الإعلام الأسبق إلى أن معركة الدفاع الجوي الشرقي كانت من أصعب المعارك التي شارك فيها، موضحًا أن فترة الاشتباك لم تكن تتجاوز ثلاث دقائق ونصف فقط، وهي كافية إما لإسقاط الطائرة المعادية أو التضحية بالحياة، مؤكدًا: “ما دمت أجلس اليوم وأحكي، فهذا يعني أننا كنا نحن من يسقط العدو، لا العكس”.


