00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

أسرار التحنيط عند المصريين القدماء..طقوس خالدة عبر آلاف السنين

أسرار التحنيط
أسرار التحنيط

كان التحنيط لدى قدماء المصريين عملية معقدة وذات أهمية دينية عميقة ارتبطت ارتباط وثيق بإيمانهم بالحياة بعد الموت والبعث والخلود لم يكن الهدف الرئيسي هو مجرد الحفاظ على الجسد ولكن إعداده ليكون وعاء مناسب لعودة الروح 



الأهمية الدينية والعقائدية

اعتقد المصريون القدماء أن الروح تحتاج إلى جسد سليم لتعيش في العالم الآخر بدون الحفاظ على الجسد لن تتمكن الروح من ممارسة حياتها من جديد بعد الموت مما يؤكد على أهمية عملية التحنيط كشرط أساسي لاستمرار الحياة في الآخرة.

مراحل وأسرار عملية التحنيط

استمرت عملية التحنيط حوالي 70 يوما وتضمنت عدة مراحل رئيسية: 
إزالة الأعضاء الداخلية: تم إزالة معظم الأعضاء الداخلية (مثل المعدة والأمعاء والرئتين والكبد) من خلال شق صغير في الجانب الأيسر من البطن باستثناء القلب الذي كان يترك في مكانه لاعتبارات دينية (ميزان العدالة). 


كانت هذه الأعضاء تحفظ في أوان خاصة تعرف باسم الأواني الكانوبية.

تجفيف الجسد: كانت هذه هي المرحلة الحاسمة والأكثر تميز حيث يغطى الجسد بالكامل بمادة نطرون (ملح طبيعي جاف يتكون من كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم) لمدة 40 يوما لامتصاص كل الرطوبة وتجفيف

الأنسجة ومنع التحلل

تنظيف وتطييب الجسد: بعد التجفيف وينظف الجسد بالزيوت العطرية والراتنجات لتعطيره وتنعيم البشرة

وحمايته من البكتيريا

حشو الجسد: لحماية شكل الجسد كان يتم حشوه بمواد مثل الكتان ونشارة الخشب والمر والقرفة.
اللف: يلف الجسد بعناية فائقة بلفائف كتانية بيضاء مع وضع التمائم والتعويذات بين الطبقات لحمايته في رحلته إلى العالم الآخر.

الدفن والطقوس: يوضع الجسد الملفوف داخل عدة توابيت مزخرفة ثم يوضع في القبر مع الأثاث الجنائزي والطعام والشراب وكل ما قد يحتاجه المتوفى في الحياة الآخرة.

المواد المستخدمة

كشفت دراسات علمية حديثة أن المصريين القدماء استخدموا مجموعة واسعة ومعقدة من الموادبعضها تم استيراده من أماكن بعيدة مثل جنوب شرق آسيا مما يدل على شبكات تجارية واسعة ومعرفة كيميائية متقدمة:

أملاح النطرون للتجفيف

الراتنجات (مثل راتنج الفستق والعرعر والسرو) للحفظ والحماية من الميكروبات.
الزيوت والدهون الحيوانية والنباتية لترطيب البشرة.

شمع العسل

المر واللبان والقرفة الصينية

تظهر عملية التحنيط العبقرية الكيميائية والطبية للمصريين القدماء، والتي ظلت سر مبهم لقرون طويلة، وكشفت الأبحاث الحديثة عن بعض خباياه التي تعكس إيمانهم العميق بالحياة الأبدية.


بعض البرديات والنقوش المصرية قد استعرضت اهم الخطوات في عملية التحنيط من خلال سحب المخ من خلف الرأس ووضع مادة ملح النيترون والصمغ لغلق كافة مسام الجلد للحفاظ على الجثة من البكتريا والميكروبات ومن ثم عمل شق في البطن لاستخراج الأحشاء.

 

أن المصري القديم قد اختار المناطق الصحراوية لعملية دفن المومياوات المحنطة نظرا لأن عملية تحلل الجسد تقل بنسبة كبيرة في الصحراء عنها في المناطق الرطبة مثل دلتا مصر وهو ما تم التوصل إليه من خلال الكشف عن العديد من المقابر الفرعونية في مناطق البدرشين ومنطقة الأهرامات وسقارة.

لم ترتبط الديانة المصرية بعقيدة البعث والخلود أن الموت هو باب للعبور إلى عالم الحياة الدائمة وكانو مولعين بها فلقد أسموها حياة الجنة الأبدية، مما جعل المصريين يبحثون عن طريقة لسر الخلود فقاموا باختراع فن التحنيط، فكلمة التحنيط حولها علامات استفهام وملامح غموض عندما تذكر بين الناس، فالتحنيط هو أحد الأسرار الذي اختص به فئة من المصريون القدماء وحاولوا حفظ هذا السر ومحاولة عدم اطلاع أي إنسان من الدول المجاورة عليه لكن السر لم يستمر حتى النهاية إذ تمكن الباحثون من التعرف على هذه الأسرار عن طريق سجلات الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون الذين زاروا مصر والمعلومات التي قدمها العلم الحديث من خلال الاطلاع على الجثث وتحليلها وما عثرفي القبور من أدوات و عقاقير تستخدم في التحنيط، فالحقيقة رغم تقدم فن التحنيط إلا أن طرق التحنيط الجيدة من الدرجة الأولى والثانية بقيت حكرا على الملوك والأمراء والأغنياء من الناس، أما المصريين العاديين فلم تحنط جثثهم بهذه الطرق بسبب تكاليفها الباهظة فلجأ المصريون لاختراع طريقة ثالثة للتحنيط رخيصة الثمن لهم لكنها لم تحافظ على سلامة الجثة مدة طويلة.

تم نسخ الرابط