الإندبندنت البريطانية: المتحف المصري الكبير فخر إفريقيا الثقافي وهدية للعالم
ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه كل خطوة داخل المتحف المصري الكبير تكشف عن روعة هندسية وتاريخية لا تضاهى، بينما يقف تمثال رمسيس الثاني بارتفاع 36 قدمًا في الردهة الرئيسية شامخًا كما لو كان يرحب بالزائرين منذ آلاف السنين.
وقد تم إنقاذ التمثال من موقعه السابق المطل على دوار أمام محطة قطار القاهرة، وبُني المتحف من حوله في تصميم يرمز إلى إعادة احتضان مصر لتاريخها الخالد.
واكدت الصحيفة البريطانية أن المشهد مذهل إلى حدٍ يبعث على الصمت، لكنه في الوقت ذاته محبط قليلًا؛ فأن تكون قريبًا جدًا من بعضٍ من أثمن الكنوز الأثرية على وجه الأرض، ومع ذلك تراها خلف أبواب لم تُفتح بعد، هو نوع من الترقّب الذي يزيد الشغف بدلًا من أن يخمده.

هدية مصر للعالم
بعد طول انتظار، سيتم رفع الستار أخيرًا عن تسلسل زمني آسِر يمتد عبر آلاف السنين من حكم الفراعنة، في عرض بصري ودرامي يتوقع أن يكون من أكثر التجارب الثقافية إبهارًا في القرن الحادي والعشرين.
يصف شريف فتحي، وزير الطيران والسياحة المصري الأسبق، المتحف بأنه "هدية مصر للعالم". أما نحن فنصفه، بكل ثقة، بأنه فخر أفريقيا الثقافي وبهجتها الأبدية.
صرح يفوق الفاتيكان
المتحف المصري الكبير (GEM) ليس مجرد وجهة سياحية جديدة؛ إنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وتتجاوز مساحته مساحة مدينة الفاتيكان نفسها.
عدد القطع الأثرية المعروضة مذهل يفوق بمراحل ما يُعرض في متحف اللوفر، الذي تقلصت مقتنياته قليلًا بعد حادثة السرقة المؤسفة الأخيرة في القصر الباريسي.
ولإدراك حجم الإنجاز، نتخيل أنك خصصت دقيقة واحدة لتأمل كل قطعة من الخمسين ألف قطعة المعروضة، ستحتاج إلى اثني عشر أسبوعًا متواصلًا لتراها كلها.
وسيركز الزوار، بطبيعة الحال، على المعالم الأيقونية، وعلى رأسها مجموعة توت عنخ آمون.
بعد عطلة نهاية أسبوع حافلة بالفعاليات السياسية والعروض الرسمية، سيفتح المتحف أبوابه للجمهور يوم الثلاثاء، الرابع من نوفمبر، وهو موعد رمزي يتزامن مع الذكرى الـ103 لاكتشاف هوارد كارتر لمقبرة الفرعون الذهبي في الأقصر عام 1922.
وتحتل مجموعة "الفرعون الذهبي" قاعتين كاملتين، ويؤدي قناع الدفن الذهبي فيها الدور نفسه الذي تلعبه الموناليزا في اللوفر قطعة واحدة تختزل مجد أمة بأكملها.
الإندبندنت البريطانية: مصر تعود إلى مركزها الطبيعي بافتتاح المتحف الجديد
في نهاية الجولة، يصعب تحديد ما هو الأكثر إثارة للإعجاب: العمارة الحديثة التي تحاكي الأهرامات، أم الكنوز القديمة التي صمدت أمام الزمن، أم الرسالة التي تبعثها مصر للعالم بأن الحضارة ليست أثرًا من الماضي بل رؤية للمستقبل، حيث إنه أكثر من مجرد افتتاح لمتحف جديد؛ وهو إعلان عن عودة مصر إلى مركزها الطبيعي في قلب الوعي الثقافي الإنساني.


