00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

إعلام هندي: مصر تبرز تراثها الإنساني أمام العالم في أبهى صورة

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

ذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية أن مصر أزاحت الستار عن المتحف المصري الكبير، المشروع الثقافي الأضخم في تاريخها الحديث، والذي استغرق إنجازه ما يقرب من عقدين كاملين، في خطوة تهدف إلى إنعاش قطاع السياحة وتعزيز مكانة البلاد كوجهة ثقافية عالمية.

يقع المتحف على هضبة الجيزة، بالقرب من الأهرامات وأبي الهول، ويعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة، بما في ذلك مجموعة توت عنخ آمون الكاملة، التي تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.

ومن المقرر أن يحضر حفل الافتتاح، اليوم السبت، عدد من قادة وملوك ورؤساء الدول، في حدث استثنائي في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.

صرح ثقافي ضخم واستثمار استراتيجي

يعتبر المتحف أحد أبرز المشاريع القومية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم عام 2014، ضمن خطة موسّعة للاستثمار في البنية التحتية وإحياء الاقتصاد الذي عانى من تباطؤ طويل، وتضرر بشدة جراء الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011.

وبدأت فكرة المشروع عام 2002، فيما انطلقت أعمال البناء فعليًا في عام 2005، بتكلفة تُقدَّر بنحو مليار دولار أميركي. ورغم ما واجهه المشروع من تأخيرات بسبب عدم الاستقرار السياسي، فإنه بات اليوم أحد أبرز الإنجازات الثقافية في القرن الحادي والعشرين.

كما تبلغ مساحة العرض الدائمة في المتحف نحو 24 ألف متر مربع، وتحتضن تماثيل ضخمة وقطعًا أثرية نادرة تروي ملامح تطور الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني.

هندسة معمارية تحاكي الأهرامات

يتميز المتحف المصري الكبير بتصميم معماري معاصر بواجهة زجاجية مثلثة ضخمة مستوحاة من شكل الأهرامات المجاورة، ومن ردهته الكبرى الممتدة على ستة طوابق، يصعد الزائر عبر درج رئيسي تصطف على جانبيه تماثيل مهيبة وصولًا إلى المعارض الرئيسة المطلة على الأهرامات.

كما يربط جسر حديث بين المتحف ومنطقة الأهرامات، ما يتيح للسائحين التنقل سيرًا على الأقدام أو باستخدام المركبات الكهربائية. وتُعرض القطع الأثرية داخل 12 قاعة رئيسية مرتبة زمنيًا وموضوعيًا لتروي قصة مصر القديمة عبر العصور.

كنوز توت عنخ آمون.. جوهرة المتحف

تعد مجموعة توت عنخ آمون أبرز ما يضمه المتحف من مقتنيات، إذ تُعرض لأول مرة كاملة في قاعتين مخصصتين تحتويان على نحو 5 آلاف قطعة أثرية.

وتضم المجموعة أسرة جنائزية، وعربات حربية، وعرشًا ذهبيًا، وتابوتًا مذهبًا، بالإضافة إلى قناع الدفن الشهير المصنوع من الذهب واللازورد والزجاج الملون.

وقال عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، لوكالة "أسوشيتد برس":"السبب الذي يجعل الجميع ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير هو توت عنخ آمون، إنه جوهرة المتحف وأعظم كنوزه".

دفع قوي لقطاع السياحة والاقتصاد

وتسعى الدولة المصرية إلى تحويل المتحف المصري الكبير إلى محور جذب سياحي عالمي، يدعم هدفها المتمثل في رفع عدد الزائرين إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2032.

ففي عام 2024، استقبلت مصر نحو 15.7 مليون سائح، وهو رقم قياسي ساهم بما يقارب 8% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بحسب البيانات الرسمية.

ولتهيئة المنطقة المحيطة بالمتحف، أنجزت الحكومة عمليات تطوير شاملة تضمنت تجديد الطرق والبنية التحتية، إلى جانب إنشاء محطة مترو جديدة عند بوابات المتحف لتسهيل الوصول إليه، بجانب تشغيل مطار سفنكس الدولي غرب القاهرة، على بُعد 40 دقيقة فقط من موقع المتحف.

منشأة استثنائية لعصر ثقافي جديد

المتحف، الذي ظلّ مغلقًا خلال الأسبوعين الماضيين استعدادًا للافتتاح الكبير، يتوقع أن يفتح أبوابه للجمهور اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل.

ويصفه مسؤولون مصريون بأنه أكبر صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين، ليس فقط من حيث حجمه ومعروضاته، بل لما يمثله من تحول نوعي في استراتيجية مصر لدمج الثقافة بالاقتصاد والتنمية السياحية.

ولا يعد المتحف المصري الكبير مجرد مشروع معماري أو أثري ضخم، بل رمزًا لعصر جديد تسعى فيه مصر إلى استعادة مجدها السياحي العالمي، وإبراز تراثها الإنساني أمام العالم في أبهى صورة.

تم نسخ الرابط