نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. ما هما وكيف يحاسب عليهما؟

تثار العديد من التساؤلات حول حكم تضييع الوقت في الإسلام، وهل يعتبر المسلم مسؤولا عن استغلاله بشكل صحيح.
يرى علماء الدين أن الوقت من أعظم نعم الله على الإنسان، وهو من أول ما يُسأل عنه المرء يوم القيامة. وفي هذا السياق، أكد العلماء أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب العبد على كيفية استغلاله للوقت، سواء في العبادة أو في شؤون الحياة اليومية.
أهمية الوقت في الإسلام
الوقت من أعظم النعم التي منحها الله تعالى للإنسان، وقد حثنا في القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية استغلاله في الطاعات والعمل الصالح. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (سورة العصر).
هذه السورة تدل على أن الوقت هو عنصر حاسم في حياة الإنسان، وأن كل لحظة تمر من حياته إما أن تكون في صالحه أو ضده حسب كيفية استغلاله لها.
الحديث النبوي عن تضييع الوقت
لقد جاء عن النبي ﷺ العديد من الأحاديث التي تحث على استغلال الوقت، وخصوصًا في فترات الفراغ والصحة، حيث قال ﷺ:“نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.” (رواه البخاري).
يُعد هذا الحديث تحذيرًا من أن الإنسان قد يفرط في استخدام الوقت عندما يكون بصحة جيدة وفي حالة فراغ، فيقع في الخسران إن لم يخصص وقته في العبادة والعمل الصالح.
تضييع الوقت.. كيف يُحاسب عليه الإنسان؟
تضييع الوقت لا يعني فقط التسلية أو النوم الطويل، بل يشمل أي نوع من الأنشطة التي تضر بالإنسان ولا تنفعه في الدنيا أو الآخرة. وقد أشار العديد من العلماء إلى أن تضييع الوقت في اللهو والملذات غير المفيدة يُعدّ من الأمور التي قد يُحاسب عليها الإنسان في يوم القيامة. في الحديث الشريف:
“إنما ضُرب المثل في الوقت كما ضُرب المثل في العمر، فمن فرط في استغلال وقت حياته في طاعة الله، فقد فرط في عمره.”
متى يعتبر تضييع الوقت محاسبًا عليه؟
المحاسبة على تضييع الوقت لا تقتصر على الأنشطة الظاهرة فقط، بل تشمل أيضًا تضييع الوقت في التفكير السلبي أو التردد في اتخاذ القرارات. ويجب أن يُستغل الوقت في أداء الفرائض، كالصلوات، وفي الأعمال التي تُقرب إلى الله، مثل القراءة والتعلم. أما الوقت الذي يُقضى في التفريط أو في أمور لا تنفع ولا تضر فهو الوقت الذي يُحذر المسلم من تضيعه.
طرق استثمار الوقت في طاعة الله
يجب على المسلم أن يحرص على استثمار كل لحظة من حياته في الأعمال الصالحة. ومن أهم الطرق لذلك:
1. الصلاة: أداء الصلوات في وقتها والتزام الخشوع في الصلاة.
2. الذكر: الاستغفار، التسبيح، والدعاء لله في أوقات الفراغ.
3. العمل الصالح: السعي وراء اكتساب العلم أو مساعدة الآخرين.
4. الراحة الجسدية: أخذ فترات راحة تجدد النشاط وتساعد على أداء العمل بجدية أكبر.