تقرير فيدرالي يفضح الانتهاكات الإسرائيلية في غزة.. هل تعود أمريكا لقانون ليهي؟
كشف تقرير حكومي أمريكي إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تتضمن مئات الانتهاكات لقوانين حقوق الإنسان، وهو ما شأنه أن يقيد المساعدات الأمنية الأمريكية للاحتلال، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
وقد تم الانتهاء من إعداد التقرير قبل وقت قصير من موافقة إسرائيل حماس على وقف إطلاق النار الذي يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين وتبادل الأسرى الفلسطينيين وعودة المساعدات الإنسانية في الدخول إلى غزة، ووفقًا لمسؤولين مطلعين على التقرير السري، فقد قرر مكتب المفتش العام بوزارة الخارجية الأمريكية أن التحقيق في هذه الحوادث سيستغرق "سنوات عديدة".

قانون ليهي
يمثّل هذا التقرير أول اعتراف رسمي أمريكي بحجم الإجراءات الإسرائيلية التي قد تندرج تحت بند "قوانين ليهي"، التي تحظر تقديم المساعدة الأمنية الأمريكية للوحدات العسكرية الأجنبية المتورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، والذي يبلغ إجماليه مليارات الدولارات سنويًا.
وقال تشارلز بلاها، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي أشرف على مراجعات قانون ليهي وتم إطلاعه على النتائج: "ما يقلقني هو أن المساءلة سوف تُنسى الآن بعد أن خفت ضجيج الصراع".
قوانين ليهي، التي سميت على اسم راعيها الرئيسي، السيناتور السابق باتريك ليهي، تم وضعها لمنع وصول المساعدات الأمريكية إلى الوحدات العسكرية الأجنبية المتورطة في التعذيب أو القتل خارج نطاق القضاء أو غيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل
تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل حوالي 3.8 مليار دولار في شكل مساعدات سنوية، بالإضافة إلى عشرات المليارات الأخرى في شكل مساعدات تكميلية ومبيعات أسلحة في السنوات الأخيرة، مما يجعلها أكبر متلق للمساعدات الأمريكية على المدى الطويل.
وقال مسؤولان أمريكيان إن التقرير السري يتضمن تفاصيل نظام فحص خاص لإسرائيل تستخدمه الإدارات الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، والذي يمنحها معاملة أكثر تفضيلا من الدول الأخرى ويتطلب موافقة على مستوى أعلى.
وأشار جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أنه في حين أن اعتراضا واحدا قد يمنع المساعدات عن معظم الجيوش، فإن المسؤولين في إسرائيل يجب أن "يتوصلوا إلى إجماع حول ما إذا كان قد حدث انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، وأضاف "حتى الآن، لم تحجب الولايات المتحدة أي مساعدة عن أي وحدة إسرائيلية على الرغم من الأدلة الواضحة".
وقد واجهت إدارة بايدن انتقادات لاستمرارها في تقديم الدعم للاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب انتهاكات وحشية في حق أهل غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك وحدة مرتبطة بعمر أسعد، الأمريكي الفلسطيني البالغ من العمر 78 عامًا، والذي توفي عام 2022 بعد احتجازه عند نقطة تفتيش في الضفة الغربية، وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه أصيب بنوبة قلبية ناجمة عن التوتر بعد تقييده وتكميم فمه، واصفًا وفاته بأنها نتيجة "فشل أخلاقي وسوء اتخاذ قرارات" من قبل الجنود المعنيين.



