شريف عامر: مأساة الفاشر تصدم العالم والمجتمع الدولي عاجز عن وقف النزيف السودان
                            أعرب الإعلامي شريف عامر عن صدمته من الصور والمشاهد القادمة من مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان، مؤكدًا أن ما يظهر في تلك اللقطات يختصر حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوداني منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب والاقتتال الداخلي.
وقال عامر، خلال تقديمه برنامج "يحدث في مصر" عبر شاشة MBC مصر، إن الأوضاع هناك تجاوزت حدود النزاع السياسي والعسكري لتتحول إلى كارثة إنسانية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن استمرار التمرد المسلح وغياب الحلول جعل المدنيين هم الضحية الأولى في هذا الصراع الطويل.
وأوضح عامر أن الفاشر كانت تعد من أهم مدن غرب السودان، وتتمتع بمكانة خاصة في دارفور نظرًا لتاريخها التجاري والثقافي، لكنها اليوم تواجه ظروفًا قاسية بعدما فقد سكانها منازلهم ومصادر رزقهم وحتى أبسط مقومات الحياة اليومية.
وأضاف أن المدينة التي كانت تنعم بقدر من الهدوء قبل اندلاع الصراع، تحولت الآن إلى منطقة منكوبة، حيث يعيش الآلاف في العراء وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
المجتمع الدولي يكتفي بالمشاهدة
وأشار  إلى أن المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع ما يجري في السودان كأزمة إنسانية كبرى، بعدما عقد مجلس الأمن جلسة طارئة ناقش خلالها تقارير لجنة تقصي الحقائق، والتي كشفت أن العالم فشل في وقف الفظائع التي تُرتكب في شمال دارفور.
وأكد أن هذه التقارير توثق جرائم قتل واغتصاب وإعدامات ميدانية ارتُكبت بحق المدنيين، في مشهد وصفه بأنه مؤلم ومروّع إلى حد لا يُصدق، مضيفا أن الأخطر في المأساة أن من يرتكب هذه الجرائم ينتمي إلى نفس الشعب والوطن، مما يجعل الجرح أعمق والكارثة أشد.
السودان ينزف والعالم صامت
واختتم شريف عامر حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في السودان، مشددا على أن السكوت لم يعد مقبولًا في ظل ما يتعرض له الأبرياء من إبادة وتشريد.
وقال: "الصور القادمة من الفاشر لا تحتاج إلى تعليق، فالعين تبكي قبل أن تتكلم، والضمير الإنساني أمام اختبار صعب، لأن السودان اليوم ينزف والعالم ما زال صامتًا."
                
