طارق العكاري: هناك هندسة معروفة بخرائط التوتر حول حدود مصر

أكد العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، أن هندسة خرائط التوتر حول مصر أصبحت أمرا معروفا، مشيرًا إلى أنه بالتزامن مع نجاح قمة شرم الشيخ واقتراب انتهاء الحرب في غزة، سقطت مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش الوطني السوداني في دارفور. 

ليبيا والسودان تمثلان ضغوطا على مصر

وقال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامي محمد مصطفى شردي على قناة «الحياة»، إن ليبيا والسودان تمثلان ضغوطا ممتدة على الأمن القومي المصري، لافتا إلى أن مصر تواجه تحديات أمنية من عدة اتجاهات، إذ تمتد حدودها مع ليبيا بطول 1100 كيلومتر ومع السودان لأكثر من 1000 كيلومتر، بينما تشكل المناطق الصحراوية غير المسيطر عليها من الحكومة خطرا كبيرا بسبب احتمالية ظهور بؤر إرهابية تؤثر على الأمن القومي المصري.

قضية السودان أصعب من قضية غزة

وواصل: «قضية السودان أصعب من قضية غزة، لأنها نزاع داخلي بين أطراف سودانية»، لافتا إلى أن هناك قوى إقليمية تسعى لإعادة رسم مناطق النفوذ والضغط على مصر عبر الملف السوداني، موضحًا أن قوات الدعم السريع تسعى لتأسيس كيان مْوازٍ وأن التجويع أصبح أداة ضغط لفرض واقع جديد على الأرض.

وفي سياق متصل، زعمت ميليشيات الدعم السريع في السودان أنها اعتقلت أحد أبرز قادتها الميدانيين المعروف بلقب أبو لولو، والمتهم بتنفيذ انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين في مدينة الفاشر بمدينة دارفور غربي السودان البلاد.

وكان ناشطون قد تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة صادمة يظهر فيها أبو لولو وهو يتفاخر بقتل مئات المدنيين، مؤكدا أنه نفذ إعدامات ميدانية خلال هجمات سبتمبر الماضي أودت بحياة نحو 900 شخص، وسط حملة عنف أثارت غضبًا واسعًا محليًا ودوليًا.

من هو أبو لولو؟

يدعى أبو لولو الفاتح عبد الله إدريس، والذي يعد من أبرز المنفذين الميدانيين لعمليات القتل في مدينة الفاشر، في ظل الحرب الدامية الدائرة في إقليم دارفور.

وتفيد تقارير وشهادات متداولة بأنه أشرف على إعدامات جماعية بحق مدنيين، بدعوى انتمائهم إلى الجيش السوداني، كما أجبر الأسرى على ترديد شعارات تمجد قائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي.