من دارفور إلى الحدود المصرية | ماذا يعني سقوط الفاشر لمصر؟.. خبراء يجيبون
 
                            سيطرت قوات الدعم السريع على مقر قيادة "الجيش السوداني" في الفاشر وسقوط آخر معاقل الخرطوم بإقليم دارفور غربي السودان، بعد أكثر من عام من الحصار والقتال العنيف مع الجيش.
قوات الدعم السريع يتسيطر على مدينة الفاشر
حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، مؤكدة أن القوات بسطت سيطرتها على مدينة الفاشر بعد ما وصفته بـ«معارك بطولية تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام».
مصر والولايات المتحدة يطالبان بالتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان
وطالبت مصر والولايات المتحدة بضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، في ظل تصاعد الأزمة وتفاقم الأوضاع الميدانية.
تحرك مصري بعد أحداث الفاشر في السودان
وأفادت وزارة الخارجية في بيان رسمي بأن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، حيث شدّد الوزير المصري على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقّق تطلعاته في مجال الأمن والاستقرار.
كما اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق الوثيق بين القاهرة وواشنطن لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء النزاع المسلح وتسهيل الحل السياسي الشامل.
حذر خبراء ومحللون من تبعات سيطرة "قوات الدعم السريع" في السودان، الأحد الماضي، على مقر قيادة "الجيش السوداني" في الفاشر، وفي التقرير التالي يرصد موقع نيوز رووم، آراء الخبراء والعسكريين في
مصر آمنة رغم اضطرابات السودان وقادرة على حماية حدودها
علق اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، على تأثر الحدود المصرية على سقوط مدينة الفاشر السودانية في قبضة قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن مصر آمنة ومستقرة بفضل جيشها وشعبها الواعي.
وأوضح فرج في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن مصر تشهد حالة من الاستقرار الأمني غير المسبوق خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن انعقاد المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ بحضور قادة العالم يعكس ثقة المجتمع الدولي في أمن واستقرار الدولة المصرية.
وأضاف الخبير العسكري أن الحدث العالمي المنتظر، المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، يمثل رسالة قوية تؤكد حالة الأمن والتنمية التي تشهدها البلاد، ليس فقط أمام المصريين بل أمام العالم أجمع.
وأكد فرج أن مصر أصبحت وجهة جاذبة للاستثمار بفضل ما تشهده من تنمية حقيقية ومشروعات قومية عملاقة، مشددًا على أن الأحداث الجارية في السودان لن تؤثر على الأمن القومي المصري، مضيفًا: "مصر دائمًا مستقرة وقادرة على حماية حدودها ومصالحها الوطنية."
ومن جانبه علق اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، على سقوط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد أكثر من عام من الحصار والقتال العنيف مع الجيش، بأن سيطرة حميدتي على الفاشر تمثل تحولا استراتيجيا يعيد رسم خريطة النفوذ على حدود مصر الجنوبية.
الحدود المصرية مع السودان
وأضاف نور الدين، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن أي مليشيات سوف تحكم أي منطقة سوف يكون لها تأثير على المناطق المجاورة، مؤكدًا أن الحدود المصرية مع السودان سوف تتأثر بعد سيطرة الدعم السريع بقيادة حميدتي عليها ولكن ليس بشكل قوي.
وأكد الخبير الأمني، أن الدولة المصرية لديها خبرة في التعامل مع هذه الأحداث، ولن يكون لها تهديد على الدولة المصرية، مضيفا "أطمئن الشعب المصري أننا نمتلك جيشا من أقوى الجيوش في العالم، كما نمتلك طائرات وأسلحة من أحدث الأسلحة العسكرية".
وعن تصريحات حميدتي الأخيرة أكد نور الدين أنها لا تغني ولا تثمن من جوع، خاصة وأنه ليس رجلا عسكريا، فهو تاجر إبل، وليست له علاقة بالعسكرية.
وحذر الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشؤون الإفريقية، من سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على إقليم دارفور، رغم أنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا في حد ذاتها، إلا أنها تفتح الباب أمام ثلاثة مخاطر جسيمة تهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر وعميق.
سيطرة الدعم السريع على دارفور
وأوضح قرني في تصريحات خاصة، أن سقوط مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، قد يكون مقدمة لسيطرة "الدعم السريع" على كامل الإقليم، ومن ثم إقليم كردفان، مما يمهد الطريق لإعلان دولة مستقلة في غرب السودان. هذا التطور، بحسب الخبير، يحمل في طياته ثلاثة أبعاد خطيرة على مصر:
أولًا: تفتيت الدولة السودانية
اعتبر الخبير في الشؤون الإفريقية، أن الخطر الأكبر يتمثل في نجاح مخطط تفتيت السودان، وهو ما يعني انهيار الهدف الاستراتيجي الذي تعمل عليه مصر بالتعاون مع الجيش السوداني للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي الدولة الجارة. وأكد أن قيام كيان جديد في الغرب سيقضي على هذا الهدف بشكل شبه كامل.
ثانيًا: تهديد المثلث الحدودي مع ليبيا
وأشار إلى أن سيطرة "الدعم السريع" على غرب السودان ستضعهم في موقع يسمح بالتحكم في منطقة المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح المصرية في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية.
ثالثًا: خطر محدق على الحدود الجنوبية
التهديد الثالث والأخطر، وفقًا للخبير، هو إمكانية تمدد قوات الدعم السريع شمالًا نحو الولاية الشمالية المتاخمة للحدود الجنوبية المصرية، ووصف هذا السيناريو بأنه "خطر جسيم ومحدق وحقيقي"، خاصة بالنظر إلى شبكة تحالفات "الدعم السريع" مع دول جوار مثل تشاد، وبالأخص إثيوبيا، وشدد على أن مواقف "الدعم السريع" المعلنة تظهر "تأييدًا مطلقًا للمصالح الإثيوبية على حساب مصالح مصر والسودان".
وأوضح الخبير في الشؤون الإفريقية، تحليله بالتأكيد على أن سيناريو ظهور دولة جديدة في غرب السودان تحت قيادة "الدعم السريع" ليس مستبعدًا، وذلك في ظل "التحولات الاستراتيجية وشبكة الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي" التي تتلقاها هذه القوات من دول إقليمية ودولية.
مصر أمام تحدٍ دبلوماسي كبير للحفاظ على استقرار السودان
أكد خبير في الشأن الإقليمي أن الدبلوماسية المصرية تواجه عبئًا كبيرًا ومسؤولية تاريخية في المرحلة المقبلة للحفاظ على وحدة واستقرار السودان، مشيرًا إلى أن التحرك المصري المتوقع سيشمل مسارات متعددة.
وأوضح رمضان قرني، أن النهج المصري سيرتكز على حشد دبلوماسي واسع على المستويات العربية والإفريقية والدولية بهدف أساسي هو "الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية".
وأضاف الخبير في الشؤون الإفريقية، أن القاهرة ستعمل على تفعيل دورها داخل الآلية الرباعية الدولية لكشف "جرائم قوات الدعم السريع" وتسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي لا تهدد السودان ومصر فحسب، بل تمتد لتشمل منطقة حوض النيل بأكملها، وتؤثر على الأمن الإقليمي في منطقة البحر الأحمر وشرق إفريقيا، بالإضافة إلى منطقة الساحل والصحراء.
تفعيل اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين مصر والسودان
ولم يستبعد الخبير احتمالية تفعيل "اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك" بين مصر والسودان، بما قد يشمل تقديم أشكال مختلفة من الدعم للدولة السودانية وجيشها، سواء كان استخباراتيًا أو عسكريًا، وذلك بهدف "الحفاظ على وحدة ومقدرات الدولة السودانية".
واختتم بالإشارة إلى أن هذه التحركات تنبع من "مصالح استراتيجية مشتركة" بين البلدين، وتتجاوزها لترتبط بشكل مباشر بـ"الأمن القومي العربي" والأمن الإقليمي في منطقة شرق إفريقيا والبحر الأحمر.
 
                



 
                            
                            
                            
                           