أحمد غنيم لـ"نيوز رووم": المتحف المصري الكبير يوثق رحلة الحضارة المصرية
كشف الدكتور أحمد غنيم، المدير التنفيذي للمتحف المصري الكبير، عن ملامح سيناريو العرض المتحفي الذي يقدم تجربة غير مسبوقة في عرض تاريخ مصر القديمة، عبر قاعات تمتد على 12 مرحلة زمنية، تسرد رحلة تطور الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى نهاية العصور القديمة.
وأوضح غنيم خلال تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم "، أن قاعات العرض الثلاث الأولى تأخذ الزائر في جولة عبر عصر ما قبل الأسرات وبداية تكوّن الدولة المصرية القديمة، حيث تُعرض قطع أثرية نادرة يصل عمر بعضها إلى 700 ألف سنة، لتروي قصة التحول من الصيد والترحال إلى الاستقرار في وادي النيل.

من الزراعة إلى الملكية.. مهد الحضارة المصرية
وأشار المدير التنفيذي إلى أن المتحف لا يكتفي بعرض الآثار كقطع جامدة، بل يروي قصة الإنسان المصري الأول، وكيف أسهمت الزراعة واستقرار السكان حول النيل في نشأة المجتمعات المنظمة وبداية العمل الجماعي والإنتاج.
وأوضح أن هذه المرحلة شهدت توحيد البلاد وقيام العاصمة “منف” خلال الدولة القديمة، التي مثلت النواة الأولى للنظام الملكي والإداري، حيث بدأت تتشكل مفاهيم السلطة والطبقات والنخبة الحاكمة.
الدولة الوسطى والحديثة.. ذروة الفن والفكر

تنتقل الرحلة في القاعات الرابعة حتى التاسعة لتجسيد عصور الدولة الوسطى والحديثة، الممتدة من عام 2034 حتى 1069 قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت ازدهار الفنون والعمارة والمعتقدات، وبروز مفاهيم العدالة والخلود في الفكر المصري القديم.
وتعرض هذه القاعات نماذج مبهرة من المنحوتات والمعابد والمقابر الملكية التي تعكس تطور الفكر الديني والإنساني في تلك الحقبة الذهبية من تاريخ مصر.

من العصر المتأخر إلى الروماني.. حكاية لا تنتهي
أما القاعات الأخيرة الثلاث، فتأخذ الزائر إلى نهاية المشهد التاريخي، من عصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر وصولًا إلى العصرين اليوناني والروماني، الممتدين حتى عام 394 ميلادية، في عرض متكامل يجمع بين التراث المصري الأصيل والتأثيرات الثقافية الوافدة.
ثلاثة محاور تحكي مصر: المجتمع.. الملكية.. المعتقدات
وبين غنيم أن سيناريو العرض المتحفي يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: المجتمع، والملكية، والمعتقدات، تقدم جميعها بتسلسل زمني دقيق يبرز تطور الحياة المصرية من نشأة القرى الأولى وحتى نهاية العصور القديمة.
وأكد أن المتحف لا يكتفي بعرض التاريخ، بل يمنح الزائر تجربة إنسانية شاملة، تجعل من كل قطعة أثرية شاهدة على تطور الفكر والحياة والنظام في مصر عبر آلاف السنين.

