احتجاجات غير مسبوقة ضد المهاجرين تجتاح اليابان.. ما السبب؟
شهدت دولة اليابان، عدة مظاهرات مناهضة للهجرة، خلال الأيام الأخيرة الماضية، خاصة بعد أداء النائبة المحافظة ساناي تاكايتشي اليمين الدستورية كرئيسة وزراء اليابان، وهي أول امرأة تتولى هذه المنصب في البلاد.
احتاجات اليابان
أظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت متظاهرين يتجمعون في مختلف أنحاء اليابان، يوم الأحد/ للاعتراض على ما يعتبرونه سياسات هجرة متساهلة، وتؤكد الاحتجاجات الشكوك المستمرة بين الدوائر اليمينية في اليابان في أن تاكايتشي وحزبها الديمقراطي الليبرالي الحاكم سيذهبان إلى الحد الكافي لمعالجة مخاوفهم، وفقًا لموقع “news week”.
وارتفع عدد المقيمين الأجانب في اليابان بشكل ملحوظ ، وذلك منذ إعادة فتح البلاد بعد جائحة كورونا، ليصل إلى نسبة قياسية بلغت 3% من السكان في عام 2024، مع تخفيف طوكيو والحكومات المحلية لقواعد التأشيرات للمهاجرين، وفي بعض الحالات لعائلاتهم.
وتهدف هذه الإجراءات إلى سد النقص في العمالة مع شيخوخة السكان في اليابان واستمرار انخفاض معدلات المواليدن وقد أثار هذا التحول، غير المسبوق في تاريخ اليابان الحديث، قلقًا لدى الجماعات القومية وبعض السياسيين المحافظين.
وربط النقاد ارتفاع عدد المقيمين الأجانب بشراء المواطنين الصينيين للعقارات، وما يُلاحَظ من ارتفاع في الجرائم التي يرتكبها الأجانب، وهي ادعاءات تتعارض مع البيانات الحكومية التي تُظهر انخفاضًا فعليًا في نسبة هذه الجرائم في السنوات الأخيرة.
وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تُعلن عن "احتجاج ليوم واحد" تضمنت 17 فعالية على مستوى البلاد، منها ثلاث فعاليات في طوكيو، وزعم متحدث باسم مجموعة تُدعى "جوكوكاي" أن المظاهرة في أوساكا، ثالث أكبر مدينة في اليابان، استقطبت 1300 مشارك.
وقال أحد المتحدثين للحضور: "إن تأشيرة العمالة الماهرة المحددة رقم 2 تزيد بشكل كبير من عدد الأجانب، بل وتسمح لهم بإحضار عائلاتهم". وأضاف: "ما لم يُلغَ هذا الإجراء، فإن أشخاصًا مثل آبي وتاكايتشي سيظلون سواء"، فيما قال أحد المنظمين: "استمرت وتيرة الاحتجاج في التسارع. وكان للحزب الليبرالي الديمقراطي دورٌ رئيسي في هذا. إذا لم يتغير شيء، فعلينا معارضة سياسة الهجرة بوضوح. هذا هو صوت الشعب الياباني".
وقالت شيلا سميث، وهي زميلة بارزة في دراسات آسيا والمحيط الهادئ في مجلس العلاقات الخارجية، إن تاكايتشي ربما يسعى إلى استباق هجوم من الجناح الأيمن من قبل حزب سانسيتو الشعبوي، الذي اكتسب زخما في البرلمان.
رفض شعبي ياباني لاستقبال ترامب
تجمع مئات الأشخاص، الاثنين، بالقرب من محطة شيمباشي في طوكيو احتجاجا على وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يزور البلاد في إطار جولة آسيوية، وأشار المتظاهرون الذين تحدثوا مع الوكالة إلى مظالم تتراوح بين المعارضة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل والمخاوف من أن ترامب يحول الولايات المتحدة إلى ديكتاتورية.
وقال جيفري هول، المحاضر المتخصص في الدراسات اليابانية بجامعة كاندا للدراسات الدولية في تشيبا، على موقع إكس: "أدرك بعض معارضي الهجرة في اليابان أن رئيس الوزراء تاكايتشي سيواصل زيادة عدد العمال الأجانب في اليابان، وهذا لا يعجبهم. لذا نظموا احتجاجًا أمام مقر الحزب الليبرالي الديمقراطي اليوم".
