خبير مكافحة الإرهاب: أحداث «الفاشر» تهدد استقرار السودان والمنطقة بالكامل

قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، إن الأحداث الدامية في الفاشر تمثل مأساة إنسانية كبرى، مشيرًا إلى أن المدنيين يدفعون ثمن الصراع على السلطة بين الميليشيات والقوات المسلحة.

القوات المتناحرة في السودان تستخدم العنف بشكل ممنهج ضد المدنيين

وأكد صابر، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج الحياة اليوم، مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، أن القوات المتناحرة في السودان تستخدم العنف بشكل ممنهج ضد المدنيين، موضحًا أن ما يحدث في مدن مثل الفاشر يعكس غدرًا ممنهجًا بالمدن والآمنين، ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، مضيفًا: أن فيديوهات المنتشرين على منصات التواصل تظهر سفك الدماء بشكل صارخ، ما يجعل الوضع في السودان أكثر خطورة على الاستقرار الداخلي والخارجي.

وأشار خبير مكافحة الإرهاب إلى أن مخطط تقسيم السودان يعود جذوره إلى عام 1981، مع خرائط برنارد لويز التي قسمت السودان إلى أربع دول: شمالي وجنوبي ودارفور وشرق السودان، موضحًا أن هذه المخططات بدأت تنفذ منذ حكم عمر البشير وحسن الترابي، حيث أدى الصراع السياسي إلى تمزق البلاد وتفشي الفوضى.

ونوه صابر إلى أن دارفور تعد إقليمًا غنيًا بالمعادن والذهب واليورانيوم، ما يجعلها هدفًا للمصالح الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هناك تدريبًا وتسليحًا متقدمًا للميليشيات من قبل جهات خارجية، بما يشمل استخدام الطائرات الدرونز والأسلحة الحديثة، وهو ما لا يمكن أن يكون من عمل تجار محليين فقط.

وأوضح أن الهدف من هذه الأحداث، من وجهة نظره، هو إضعاف العمق الاستراتيجي لمصر وقطع التواصل بين وادي النيل والقرن الإفريقي، بالإضافة إلى تحويل السودان إلى منطقة نفوذ أمني وتجاري لصالح أطراف إقليمية ودولية، وإشغال الجيش السوداني في صراعات داخلية تمنعه من إعادة بناء قوته.

وأكد صابر أن الحل يكمن في سيطرة الجيش السوداني بقوة على مجريات الأحداث لاستعادة التوازن السياسي والأمني، مشيرًا إلى أن استقرار السودان هو مفتاح الاستقرار في المنطقة بأكملها، وأن مصر تعمل من خلال اتصالاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيتها لمتابعة التطورات، محاولًة لعب دور الوسيط للحفاظ على السودان من الانزلاق نحو فوضى لا يمكن احتواؤها.