خبير: إسرائيل تماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ومصر تبذل جهود مكثفة
تحدث الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، عن تطورات الوضع في قطاع غزة بعد مرور أكثر من أسبوعين على وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الواقع الإنساني لا يزال مأساوياً رغم الهدوء النسبي.
صمود اتفاق وقف إطلاق النار طوال الأسبوعين الماضيين يعد أمرًا إيجابيًا
وقال عثمان، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن صمود اتفاق وقف إطلاق النار طوال الأسبوعين الماضيين يُعد في حد ذاته أمرًا إيجابيًا، لافتًا إلى أن هذا التطور يُعد مختلفًا عن السوابق السابقة التي شهدت تصاعدًا سريعًا في الانتهاكات الإسرائيلية عقب كل اتفاق تهدئة.
وأوضح أن الانتهاكات الإسرائيلية ما زالت مستمرة وبصورة مؤسفة، حيث تشن قوات الاحتلال بين الحين والآخر هجمات محدودة على مواقع في القطاع تحت ذرائع واهية، مما يؤدي إلى سقوط شهداء فلسطينيين واستمرار المعاناة الإنسانية.
وأشار إلى أن أزمة دخول المساعدات الإنسانية لا تزال قائمة، موضحًا أن الكميات التي تدخل القطاع لا تصل إلى الحد الأدنى المنصوص عليه في اتفاق شرم الشيخ وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنص على دخول 600 شاحنة يوميًا، في حين لا يتم الالتزام بذلك سوى بشكل متقطع.
ونوه عثمان إلى أن الجانب المصري فتح معبر رفح منذ بداية الحرب، لكن إسرائيل بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر في عام 2024 قامت بإغلاقه تمامًا، مما اضطر المساعدات للدخول عبر معبر كرم أبو سالم فقط، وهو ما تسبب في تضييق شديد على المدنيين في القطاع.
وفيما يتعلق بدور مصر في استخراج جثامين الرهائن الإسرائيليين، أكد الدكتور عثمان أن القاهرة أرسلت فرقًا فنية إلى داخل القطاع بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه العملية معقدة للغاية وتتم وسط ظروف ميدانية بالغة الصعوبة.
إسرائيل تستخدم قضية الجثامين ذريعة لتأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق
وأوضح أن إسرائيل تستخدم قضية الجثامين ذريعة لتأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تنص على انسحابها إلى خطوط جديدة داخل القطاع، مؤكدًا أن الاحتلال يسيطر حاليًا على نحو 58% من أراضي غزة.
وفي حديثه عن الموقف الأمريكي، قال عثمان إن الولايات المتحدة ليست مستعدة حاليًا للسماح بانهيار الاتفاق أو عودة الحرب مجددًا، إلا أنه حذر من أن واشنطن قد تسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات عقابية محدودة ضد الفلسطينيين مثل تقليص المساعدات أو توسيع مناطق السيطرة العسكرية كنوع من الضغط.


