السودان.. الأقمار الصناعية توثق جرائم مروعة في دارفور|تفاصيل
أظهرت صور ومقاطع التُقطت عبر الأقمار الصناعية مشاهد مروعة لجثث متفحمة وانتهاكات جسيمة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، عقب إعلان ميلشيات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش الوطني السوداني.
وأعلنت ميلشيات الدعم السريع، في بيان الأحد الماضي، أنها أحكمت سيطرتها على المقر العسكري الإستراتيجي في الفاشر، بينما أفادت منصات إعلامية سودانية ومنظمات محلية بوقوع انتهاكات واسعة ضد المدنيين الذين حاولوا الفرار من مناطق القتال.
وتظهر المقاطع المصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث الملقاة على الأرض، والتي زعمت فيها ميلشيات الدعم السريع إنها تعود إلى جنود من الجيش الوطني السوداني، في حين بدت في لقطات أخرى جثث متفحمة ومركبات محترقة داخل المقر العسكري ومحيطه.

ووفقًا لتحليل أجرته وكالة سند التابعة لشبكة الجزيرة، أكدت صور الأقمار الصناعية التي تم التحقق منها تعرض مقر الفرقة السادسة لأضرار كبيرة، وبعد مطابقة المعالم الجغرافية للمنطقة، تبين أن الموقع الذي تتطابق معالمه مع ما ظهر في الفيديوهات يبعد نحو 650 مترًا عن مقر الفرقة السادسة مشاة.

وفي الوقت نفسه، وثقت مقاطع أخرى مطاردات لعناصر من قوات الدعم السريع لمدنيين يحاولون الفرار، كما أظهرت لقطات منفصلة احتجاز عشرات الأشخاص بملابس مدنية في مناطق مجاورة.

وفي سسياق متصل أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، مليشيات الدعم السريع بارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين السودانيين، مشيرة إلى أن الخارجين من المدينة يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي، وأن بعضهم تم قتله بدم بارد فيما تم تشريد آخرون دون مأوى.
وفي السياق ذاته، أعلنت شبكة أطباء السودان في بيان أن الدعم السريع نفذت يوم الأحد الماضي عمليات تصفية جماعية لعشرات المدنيين على أساسٍ إثني في مدينة الفاشر.

وأضافت أن القوات قتلت 47 شخصًا بينهم 9 نساء في مدينة بارا، ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان، مشيرة إلى أن الاغتيالات تمت على خلفية الاشتباه في انتماء الضحايا إلى الجيش السوداني.
كما أفادت الشبكة بأن قوات الدعم السريع نفذت عمليات نهب واسعة واختطفت مدنيين في المدينة، مؤكدة أن أعداد الضحايا أكبر بكثير مما تم توثيقه حتى الآن، في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
الجدير بالذكر أن مدينة الفاشر تخضع منذ 10 مايو 2024 لحصار مشدد فرضته ميلشيات الدعم السريع، قبل أن تعلن الأحد سيطرتها الكاملة عليها، ومنذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وميلشيات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، حيث تم قتل نحو 20 ألف شخص، وتشرد أكثر من 15 مليونًا بين نازح ولاجئ، بحسب تقديرات منظمات محلية ودولية.



