متحف ملوي الأثري.. ذاكرة الصعيد التي تضيء مع افتتاح المتحف المصري الكبير
 
                            يقف متحف ملوي الأثري شامخًا كأحد رموز الذاكرة المصرية في الصعيد، في جنوب محافظة المنيا، وعلى ضفاف التاريخ الممتد بين النيل والصحراء، يستعد لاستقبال الزوار في أبهى صوره، تزامنًا مع الحدث الثقافي الأبرز هذا العام، افتتاح المتحف المصري الكبير بالجيزة، وبينما تتجه أنظار العالم إلى صرح الأهرامات، يوجّه متحف ملوي رسالته الخاصة من قلب المنيا "أن الجمال لا يقتصر على العاصمة، وأن في كل حجر من صعيد مصر قصة حضارة تستحق أن تُروى".
منارة أثرية في قلب المنيا
يُعد متحف ملوي الأثري من أبرز المتاحف الإقليمية في صعيد مصر، وقد تم افتتاحه لأول مرة عام 1962 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أنشئ ليضم كنوز المناطق الأثرية المحيطة، خاصة تونا الجبل والأشمونين، وهما من أغنى مناطق المنيا بالآثار المصرية القديمة.
يضم المتحف نحو 950 قطعة أثرية تمثل مختلف العصور التي مرت على مصر، من الفرعوني إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، من بينها تمثال مزدوج نادر لـ"بيبى عنخ إيب" من الأسرة السادسة، وتمثال لإحدى بنات الملك أخناتون من تل العمارنة، مما يجعله لوحةً متكاملة لتاريخ المنطقة.
رحلة الترميم بعد محنة 2013
لم يكن طريق المتحف مفروشًا بالورود، فقد تعرّض عام 2013 لأعمال نهب وتخريب واسعة عقب اضطرابات شهدتها البلاد، ما أدى إلى فقدان العديد من القطع الأثرية.
إلا أن الدولة المصرية، عبر وزارة السياحة والآثار، أعادت ترميمه وافتتاحه من جديد عام 2016 بعد عملية تأهيل شاملة للمبنى وقاعاته، ليعود كرمزٍ لصمود الثقافة في وجه الفوضى، وكنموذج لإحياء المتاحف الإقليمية في الصعيد.
استعدادات جديدة تواكب الحدث العالمي
تزامنًا مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025، يكثّف متحف ملوي استعداداته لاستقبال الزوار المحليين والسياح القادمين لاكتشاف روائع الصعيد.
تشمل التجهيزات تطوير نظم العرض المتحفي، وإضافة وسائل إضاءة حديثة وأجهزة عرض رقمية، فضلاً عن تحديث اللوحات التعريفية باللغتين العربية والإنجليزية، كما يجري التعاون مع مدارس وجامعات المنيا لتعزيز الوعي الأثري وتنظيم زيارات تعليمية منتظمة.
بوابة الصعيد إلى التاريخ
مع كل هذه الجهود، يتحول متحف ملوي إلى جسرٍ ثقافيٍّ يربط بين الماضي والحاضر، ويكمل خريطة المتاحف المصرية الممتدة من الشمال إلى الجنوب، وبينما يشهد المتحف المصري الكبير انطلاقة عالمية للفن والحضارة.
 
                





 
                            
                            
                            
                            
                           