تعرف على حكم صلاة المرأة في منزلها دون ارتداء الحجاب
تعتبر الـ صلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عبادة عظيمة لا تُقبل إلا بشروطها وأركانها، ومنها ستر العورة، ويكثر التساؤل بين النساء حول ما إذا كان يجوز لهن أداء الصلاة في المنزل دون ارتداء الحجاب، خاصة في حال عدم وجود رجال أجانب أو في لحظات العجلة، فما الحكم الشرعي في ذلك؟ وهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة؟
أجمع الفقهاء على أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة، سواء أكان المصلي رجلًا أو امرأة، وسواء أُديت الصلاة في المسجد أو في المنزل. وبالنسبة للمرأة، فإن عورتها في الصلاة تشمل جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، وفقًا لرأي جمهور العلماء من المذاهب الأربعة.
وبالتالي، فإن ارتداء الحجاب أثناء الصلاة في المنزل واجب، لأنه يدخل ضمن ستر الرأس، وهو جزء من العورة التي يجب تغطيتها أثناء الصلاة.
الصلاة دون غطاء الرأس
وقد أوضح الشيخ ابن باز أن المرأة إذا صلت دون أن تغطي رأسها، فصلاتها غير صحيحة، إلا إذا كانت مضطرة أو في حالة قهرية لا تستطيع فيها التستر، كأن تكون في مكان لا يتوفر فيه لباس ساتر، ففي هذه الحالة تصلي على حسب حالها، ويُرجى لها القبول، لقوله تعالى: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".
أما في الحالات العادية، فإن ترك الحجاب أثناء الصلاة في المنزل دون عذر يُعد مخالفة لشروط الصلاة، ويؤدي إلى بطلانها. وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بأن المرأة يجب أن تستر جميع بدنها أثناء الصلاة، حتى لو كانت في منزلها ولا يراها أحد، لأن الصلاة عبادة قائمة على الانضباط والامتثال، وليس على الظروف المحيطة.
وفيما يتعلق بكشف القدمين، فقد اختلف العلماء في حكمه، فذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب ستر القدمين أثناء الصلاة، بينما رأى بعضهم أن كشفهما لا يبطل الصلاة، ولكن الأفضل تغطيتهما خروجًا من الخلاف.
من جهة أخرى، فإن عدم ارتداء الحجاب خارج الصلاة لا يؤثر على صحة الصلاة نفسها، إذا التزمت المرأة بارتدائه أثناء أداء الصلاة، ولكن يبقى ذلك معصية مستقلة يجب التوبة منها، كما أشار إلى أن الصلاة صحيحة إذا أُديت بشروطها، ولكن على المرأة أن تبادر إلى الالتزام بالحجاب الشرعي في حياتها اليومية.
وصلاة المرأة في منزلها دون ارتداء الحجاب لا تصح شرعًا، ما لم تكن مضطرة أو في حالة قهرية، ويجب عليها ستر رأسها وسائر بدنها أثناء الصلاة، امتثالًا لأوامر الله وتعظيمًا لشعائر الدين.



