عاجل

سهيل دياب: الانقسام الفلسطيني أكبر تهديد للمرحلة المقبلة ومصر تلعب دورا محوريا

غزة
غزة

قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن أكثر ما يخشاه الفلسطينيون في هذه المرحلة هو فشل محاولات إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن استمرار الانقسام يمثل أحد أخطر الألغام التي قد تعيق أي تقدم سياسي أو وطني في المستقبل.

غياب الرؤية الوطنية الموحدة انعكس سلبًا على مواجهة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة

وأوضح سهيل دياب، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية كان على مدى السنوات الماضية أحد الأسباب الجوهرية لغياب الرؤية الوطنية الموحدة، ما انعكس سلبًا على مواجهة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وأضعف الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية.

وأشار سهيل دياب إلى أن ما جرى في القاهرة مؤخرًا من تفاهمات إيجابية بين الفصائل برعاية مصرية يعد طريق نحو تحقيق المصالحة، مؤكدًا ضرورة البناء على هذه الخطوة وعدم التراجع عنها، لأن أي تعطيل أو تلاعب بنتائجها سيصيب الشارع الفلسطيني بخيبة أمل جديدة.

ونوه سهيل دياب إلى أن الأزمة ليست سياسية فحسب، بل تتعلق أيضًا بغياب المراجعة الذاتية داخل الفصائل، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب "نقدًا حقيقيًا وشجاعًا للأداء خلال العامين الماضيين من الحرب، حتى لا تتكرر الأخطاء ذاتها التي أوصلت الفلسطينيين إلى هذه الأزمة.

الأخطار التي تهدد أي مشروع وطني فلسطيني

وأكد سهيل دياب أن من بين الأخطار التي تهدد أي مشروع وطني فلسطيني، هو تحويل القرار الفلسطيني إلى أداة إقليمية أو دولية، موضحًا أن بعض الأطراف تحاول توجيه الأولويات الفلسطينية بما يخدم أجنداتها الخارجية، مضيفًا أن التعامل مع الخارج مطلوب، لكن دون التفريط في البوصلة الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تبقى المرجعية الأولى لأي تفاهمات.

من أبرز التحديات.. تغليب الانتماءات الأيديولوجية على الهوية الوطنية

وتابع سهيل دياب أن من أبرز التحديات أيضًا تغليب الانتماءات الأيديولوجية على الهوية الوطنية، وهو ما أضعف الموقف العربي والفلسطيني لعقود طويلة، لافتًا إلى ضرورة عودة المشروع الوطني الجامع الذي يتجاوز الخلافات الحزبية ويضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.

وأضاف دياب أن التجارب الإقليمية أثبتت أن الهوية الوطنية هي الأساس الذي يمكن أن يجمع الشعوب ويحافظ على تماسكها، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور المصري الذي وصفه بـ"المحوري والمتميز" في إعادة إحياء المشروع الوطني العربي المشترك.

وفي ختام حديثه، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن "القوة لن تنتصر على الحقوق"، موضحاً أن الاحتلال يستخدم "فائض القوة لمنع التغيير في موازين القوى الدولية والإقليمية"، لكنه شدد على أن التاريخ سيفرض حتميته، وأن العالم يسير نحو نظام أكثر عدلاً وتوازناً رغم كل مظاهر الوحشية الجارية اليوم في غزة.

تم نسخ الرابط