عاجل

محلل سياسي يكشف تداعيات الخلافات بين الاتحاد الأوروبي والناتو (فيديو)

مجلس الناتو
مجلس الناتو

أكد الدكتور خليل عزيمة، المحلل السياسي، أن القضايا الاقتصادية والملفات الدفاعية باتت تمثل محورًا رئيسيًا للخلاف بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرًا إلى أن هذه التباينات أدت إلى اختلالات جوهرية أثرت على وحدة الموقف السياسي والاستراتيجي للحلفاء الغربيين.

وأوضح عزيمة، خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة، بل تراكمت على مدار السنوات الماضية بسبب اختلاف الرؤى حول تقاسم الأعباء الدفاعية والتعامل مع الأزمات الجيوسياسية، ما جعل التوتر بين الطرفين أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة.

تراجع الالتزام الأوروبي

وبحسب عزيمة، ظلت الولايات المتحدة تطالب دول الاتحاد الأوروبي بزيادة مساهماتها المالية في ميزانية الناتو وتحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع المشترك، وهو ما أثار خلافات عميقة، خاصة مع دول مثل ألمانيا وفرنسا، التي تفضل تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية بشكل مستقل عن الوصاية الأمريكية.

وأشار عزيمة إلى أن واشنطن ترى أن الحلفاء الأوروبيين لا يساهمون بالشكل المطلوب في النفقات الدفاعية، في حين يعتقد الأوروبيون أن الأولويات الاستراتيجية للناتو غالبًا ما تعكس المصالح الأمريكية أكثر من المصالح الأوروبية، وهو ما تسبب في تراجع الحماس داخل الاتحاد الأوروبي لمجاراة المطالب الأمريكية المتزايدة.

التحديات الاقتصادية وتأثيرها 

إلى جانب الخلافات الدفاعية، لعبت الأزمات الاقتصادية دورًا بارزًا في تعميق الفجوة بين الاتحاد الأوروبي والناتو. فقد تأثرت الاقتصادات الأوروبية بشدة بسبب التداعيات الاقتصادية للصراعات الجارية في العالم، وارتفاع تكاليف الطاقة، وتباطؤ النمو، ما جعل العديد من الدول الأوروبية غير قادرة على زيادة إنفاقها العسكري بنفس الوتيرة التي تطالب بها واشنطن.

وأكد عزيمة أن هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت بعض الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم التزاماتها الدفاعية وتركيز مواردها على تحسين الأوضاع الداخلية، ما تسبب في تباعد المواقف بين الاتحاد الأوروبي والناتو بشأن العديد من الملفات الأمنية والاستراتيجية.

التوترات السياسية وتأثيرها 

لم يقتصر التباعد بين الجانبين على الجوانب الاقتصادية والعسكرية، بل امتد إلى القضايا السياسية أيضًا، مشيرًا إلى أن الخلافات حول إدارة الأزمات الدولية، مثل الأزمة في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا والصين، أسهمت في زيادة التوترات داخل الحلف الغربي.

وأوضح أن بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وألمانيا، تتبنى مواقف أكثر براغماتية تجاه روسيا مقارنة بالموقف الأمريكي الأكثر تشددًا، وهو ما أدى إلى اختلافات في وجهات النظر بشأن العقوبات الاقتصادية والمساعدات العسكرية لكييف، مما أثّر على تنسيق الجهود داخل الناتو.

الاتحاد الأوروبي والناتو

وشدد عزيمة على أن استمرار هذه الاختلالات بين الاتحاد الأوروبي والناتو قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستقبل الأمن الجماعي في أوروبا، ما لم يتم إيجاد حلول توافقية تعالج الخلافات القائمة.

واختتم حديثة بالتأكيد على أن مستقبل العلاقات بين الطرفين يعتمد إلى حد كبير على قدرة القادة الأوروبيين والأمريكيين على تجاوز هذه الخلافات والتوصل إلى رؤية مشتركة تضمن توازن المصالح بين الطرفين، سواء على المستوى الدفاعي أو الاقتصادي أو السياسي.

ورأى عزيمة أن الاتحاد الأوروبي قد يسعى في المستقبل إلى تعزيز استقلاله الدفاعي من خلال تطوير منظومته الأمنية الخاصة، لكنه في الوقت ذاته سيظل بحاجة إلى شراكة استراتيجية قوية مع الناتو لضمان أمنه في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

تم نسخ الرابط