«أشرف سنجر» يكشف أول المتضريين من الحرب التجارية الأمريكية (فيديو)

أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن التكلفة الحقيقية لهذه المواجهة ستقع في المقام الأول على عاتق المواطنين الأمريكيين.
ويرى الدكتور "سنجر"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن الإجراءات الحمائية التي تتبناها الإدارة الأمريكية، مثل فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الصينية، لن تؤثر فقط على الشركات الصينية، بل ستنعكس سلبًا على الاقتصاد الأمريكي، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية لدى المستهلكين الأمريكيين.
الرسوم الجمركية وتأثيرها
وأوضح أن الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن على السلع الصينية لا تدفعها الشركات الصينية بشكل مباشر، بل يتم تحميلها على الشركات الأمريكية المستوردة، والتي بدورها تمرر هذه التكلفة الإضافية إلى المستهلك النهائي، ونتيجة لذلك، يواجه المواطن الأمريكي ارتفاعًا في أسعار السلع الاستهلاكية، خاصة تلك التي تعتمد على الواردات الصينية، مثل الأجهزة الإلكترونية، والأدوات المنزلية، والملابس.
وأضاف أن العديد من الشركات الأمريكية اضطرت إلى إعادة هيكلة عملياتها الإنتاجية أو البحث عن بدائل للواردات الصينية، وهو أمر مكلف وقد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، فضًلا عن أن زيادة تكاليف المواد الخام قد تؤثر على قطاع التصنيع الأمريكي، مما يحد من قدرته التنافسية عالميًا.
تأثير الحرب التجارية
وفقًا للدكتور سنجر، فإن الحرب التجارية لا تؤثر فقط على الأسعار، بل تمتد تداعياتها إلى الشركات الأمريكية نفسها، حيث تتسبب الرسوم الجمركية في زيادة تكاليف الإنتاج، مما يدفع بعض الشركات إلى تقليل حجم أعمالها أو حتى نقل عملياتها إلى دول أخرى بحثًا عن بيئة أكثر استقرارًا.
وأردف أن عدم اليقين الناتج عن هذه المواجهة الاقتصادية يخلق ضغوطًا إضافية على الأسواق المالية، مما يؤدي إلى تقلبات في أسعار الأسهم وضعف ثقة المستثمرين، مبينًا أنه لم تقتصر تداعيات الحرب التجارية على الولايات المتحدة والصين فقط، بل امتدت إلى الاقتصاد العالمي بأكمله.
السياسة التجارية وتأثيرها
ويرى سنجر أن هذه التوترات تؤدي إلى اضطراب في سلاسل التوريد العالمية، حيث تسعى الشركات في مختلف الدول إلى التكيف مع التغييرات المفروضة على التجارة الدولية. ويشير إلى أن بعض الدول المستفيدة قد تتمكن من ملء الفجوة التي خلفتها الحرب التجارية، لكن الاقتصاد العالمي بشكل عام يعاني من تداعيات عدم الاستقرار.
ولفت إلى أن الحل الأمثل لهذه الأزمة يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى اتفاقيات تجارية متوازنة تحقق المصالح المشتركة للطرفين، مؤكدًا أن التصعيد المستمر لن يكون في مصلحة أي طرف على المدى الطويل، حيث أن استمرار الحرب التجارية قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، وهو ما سيؤثر سلبًا على جميع الدول.

من سيدفع الثمن؟
وأكد خبير السياسات الدولية أن السياسة التجارية الحالية للولايات المتحدة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أن محاولة حماية الاقتصاد الأمريكي عبر فرض الرسوم الجمركية المرتفعة قد تنتهي بزيادة الأعباء على المستهلك الأمريكي نفسه.
ونوه إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن الحروب التجارية غالبًا ما تؤدي إلى خسائر متبادلة، وأن الحل الأفضل يكمن في تعزيز التعاون الاقتصادي بدلاً من تبني سياسات المواجهة.