عاجل

خبير استراتيجي: ما جرى في الفاشر انسحاب تكتيكي.. وأحذر من مجازر وشيكة

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة الفاشر

قال العميد جمال الشهيد، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إن ما حدث في مدينة الفاشر السودانية خلال الساعات الماضية لا يمكن اعتباره هزيمة كما تروج له قوات الدعم السريع، بل هو انسحاب تكتيكي منظم قامت به القوات المسلحة السودانية والمستنفَرون وقوات المقاومة الشعبية لأسباب وصفها بالتكتيكية والإدارية.

الانسحاب تم بصورة مدروسة ومنسقة

وأوضح الشهيد أن الانسحاب تم بصورة مدروسة ومنسقة باتجاه مناطق محددة غرب الفاشر، مؤكدًا أن ذلك لا يعني نهاية المعركة أو سقوط المدينة، بل يدخل في إطار إعادة التموضع ضمن الخطة العسكرية الشاملة لإدارة العمليات في دارفور.

وأشار إلى أن الانسحاب في المفهوم العسكري يُعد أحد أوجه الحرب الأربعة إلى جانب التقدم والدفاع والهجوم، لافتًا إلى أن ما جرى لا يُعد تراجعًا قسريًا وإنما خطوة ميدانية مؤقتة ضمن تكتيك أوسع لإعادة الانتشار.

وردًا على تصريحات حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي التي قال فيها إن المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع "ستُعاد إلى أهلها"، أكد الشهيد أن هذه التصريحات لا تعبر عن اعتراف بسقوط الفاشر، وإنما تندرج في إطار الخطاب الإعلامي الذي يهدف إلى تهدئة الرأي العام المحلي والدولي.

تصريحات مناوي تأتي في ظل حصار خانق

ونوه الشهيد بأن تصريحات مناوي تأتي في ظل حصار خانق عاشته مدينة الفاشر منذ مايو 2024، حيث فُرض التجويع على النازحين داخل المدينة ومحيطها، مشيرًا إلى أن هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة استغلتها الميليشيات للترويج لانتصارات إعلامية لا تعكس الواقع الميداني بدقة.

وتابع العميد الشهيد أن الجيش السوداني، طوال فترة الحصار التي تجاوزت عامًا ونصفا، كبد قوات الدعم السريع خسائر فادحة، إذ سقط الآلاف من عناصرها ومن المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا من دول الجوار، بل ومن خارج القارة الأفريقية.

وأضاف أن حجم القوى التي تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع يؤكد أن ما يجري في دارفور ليس صراعًا داخليًا بحتًا، بل "مشروع خارجي بامتياز"، تدعمه أطراف إقليمية ودولية تسعى إلى إضعاف السودان وزعزعة استقراره.

 المجتمع الدولي يكتفي بالبيانات والقلق دون تحرك

وأشار العميد الشهيد إلى أن المجتمع الدولي يكتفي بإصدار البيانات والتعبير عن القلق دون أي تحرك رغم اتضاح حجم الانتهاكات التي تُرتكب في الإقليم، محذرًا من أن استمرار هذا الصمت سيؤدي إلى "كارثة إنسانية جديدة" في الفاشر ومحيطها.

وأكد أن خطورة الوضع تكمن في الطبيعة الاجتماعية المعقدة للإقليم، الذي يضم خليطًا من القبائل العربية والأفريقية، مشيرا إلى أن الإقليم شهد مواجهات سابقة ذات طابع قبلي، محذرًا من أن المليشيات المتمردة قد ترتكب مجازر واسعة بحق المدنيين في ظل غياب الردع والمساءلة.

تم نسخ الرابط