خبير استراتيجي: القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية لم تنتهي (فيديو)

أكد الدكتور رامي عاشور، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمن القومي، أن إسرائيل لم تحقق أهدافها السياسية المرجوة من العمليات العسكرية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الهدنة التي تم التوصل إليها بوقف إطلاق النار كانت مؤقتة ولم تساهم في تغيير المعادلة بشكل جذري.
وأوضح عاشور، في تصريح لقناة "إكسترا نيوز"، أن إسرائيل كانت تسعى إلى فرض واقع سياسي جديد من خلال التصعيد العسكري، إلا أن هذه الأهداف لم تتحقق نتيجة عوامل متعددة، أبرزها المقاومة المستمرة، والتغيرات في الموقف الدولي، بالإضافة إلى الضغوط السياسية والإنسانية التي مارستها العديد من الأطراف الفاعلة على المستوى العالمي.
التداعيات الميدانية
أشار عاشور إلى أن الوضع الميداني لا يزال يشهد حالة من التوتر، حيث لم تؤدِّ الهدنة إلى استقرار دائم، بل ظلت مجرد محطة لالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع لكلا الطرفين، فضًلا عن أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تؤدِّ إلى إنهاء قدرات الفصائل الفلسطينية، بل عززت من موقفها على الأرض، خاصة مع استمرار الدعم الشعبي والسياسي لها.
وتابع قائلاً: "إسرائيل كانت تأمل في تحقيق نصر استراتيجي سريع، إلا أن تطورات المعركة أثبتت أن الحسابات العسكرية تختلف عن التوقعات السياسية، مما أدى إلى اضطرارها لقبول هدنة مؤقتة لم تحقق مكاسب حقيقية على الأرض".
الموقف الدولي وتأثيره
وحول ردود الفعل الدولية، تناول عاشور الحديث عن أن المجتمع الدولي لعب دورًا مهمًا في الضغط باتجاه التهدئة، خاصة مع تزايد الإدانات الدولية لسقوط ضحايا من المدنيين، وارتفاع وتيرة التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.
وأضاف أن الموقف الأمريكي كان داعمًا لإسرائيل في البداية، إلا أن الضغوط الداخلية والخارجية أجبرت واشنطن على تبني موقف أكثر حذرًا، خاصة مع تزايد الانتقادات من المنظمات الحقوقية الدولية، وتأثير المشهد الإنساني على الرأي العام العالمي.

السيناريوهات المستقبلية والتوقعات
في ختام حديثه، توقع عاشور أن تظل المنطقة في حالة عدم استقرار، حيث من المرجح أن تعود المواجهات في أي وقت، ما لم يتم التوصل إلى حلول جذرية تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية عادلة.
وأكد أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب رؤية سياسية جديدة تأخذ بعين الاعتبار حقوق الفلسطينيين، وتضمن وقف التصعيد العسكري المستمر، مشيرًا إلى أن أي حل يعتمد فقط على القوة لن يكون مستدامًا، وسيؤدي إلى جولات جديدة من العنف وعدم الاستقرار.