العثور على بيضة ديناصور عمرها 70 مليون سنة في الأرجنتين
منذ ملايين السنين، قبل أن تطأ أقدام البشر الأرض بزمن طويل، كانت الديناصورات تحكم الأرض، هذه المخلوقات الضخمة التي سيطرت على الأرض والسماء والبحار، كان عالمها بريًا، جامحًا، ومختلفًا تمامًا عن عالم الأرض الذي نعرفه اليوم.
لأكثر من 160 مليون سنة، نجت الديناصورات وتطورت وتكيفت مع تغير المناخ وتغير القارات، حتى انقراضها الهائل قبل حوالي 66 مليون سنة.
رغم انقراض الديناصورات منذ زمن بعيد، إلا أنها خلّفت وراءها آثارًا تدل على وجودها على شكل أحافير لا تزال تُدهش العلماء والجمهور، هذه الأحافير، المحفوظة في الصخور والتربة، أشبه بكبسولات زمنية، تُقدّم لمحات نادرة عن عالمٍ ضاع في التاريخ.
سواءً كانت آثار أقدام عملاقة أو عظامًا متحجرة أو أنسجة رخوة، فإنها تروي جزءًا من قصة الديناصورات، ومن بين الاكتشافات الحديثة وجود جنين ديناصور لا يزال ملتفاً داخل بيضته المتحجرة، وهو ما أذهل المجتمع العلمي وقربنا من فهم الحياة في عصور ما قبل التاريخ.
لمحة عن الماضي
قال علماء إن اكتشاف جنين ديناصور عمره 70 مليون عام داخل بيضة متحجرة يعد أحد أكثر الاكتشافات غرابة في علم الحفريات الحديث.
اكتُشفت البيضة في ميسوري، وهي منطقة كانت في السابق جزءًا من بيئة ساحلية قديمة، وما يجعل هذه الأحفورة فريدةً من نوعها ليس فقط حفظها، بل أيضًا بقاء الجنين بداخلها سليمًا دون أي مساس على مدى ملايين السنين من التحجر.
أتاح الجنين المتحجر فرصة نادرة لمراقبة ديناصور في مراحله الأولى، ويقول الخبراء إن الوضع الملتف للجنين مثير للاهتمام بشكل خاص، إذ يُشبه إلى حد كبير وضع أجنة الطيور الحديثة قبل الفقس.
سلوك يشبه سلوك الطيور قبل الولادة من الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا الاكتشاف وضعية الجنين، فهي تُشبه ما يُطلق عليه العلماء "الثني"، وهو سلوك يُلاحظ لدى أجنة الطيور قبيل الفقس، تُساعد هذه الوضعية الفرخ على توجيه نفسه للخروج بنجاح من القشرة، مُسلِّطةً الضوء على الصلة التطورية بين الديناصورات والطيور، وأنهما أقرب أقربائها.
لماذا لم يفقس؟
على الرغم من روعة الاكتشاف، يبقى لغزٌ كبيرٌ قائمًا: لماذا لم يفقس هذا الديناصور؟ يستكشف العلماء عدة أسبابٍ محتملة، مثل التغيرات البيئية، أو التشوهات، أو حتى الحيوانات المفترسة، وبما أن الجنين عُثر عليه في حالةٍ جيدةٍ كهذه، يأمل الباحثون أن تُقدم التحليلات المُستمرة بعض الأدلة.

