مرض السل.. أعراضه وأسبابه وطريقة الوقاية منه؟

يعتبر مرض السل أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان، وهو مرض يسببه بكتيريا، حيث يعاني الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم من هذا المرض الذي يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين، لكن قد يصيب أيضًا أجزاء أخرى من الجسم مثل الكلى والعظام والدماغ.
ويعتبر مرض السل من الأمراض القابلة للعلاج في حال اكتشافه مبكرًا وتوفير العلاج المناسب، لكنه قد يشكل خطرًا كبيرًا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل سليم.
في هذا التقرير، يُناقش “نيوز رووم”، مرض السل، أعراضه، أسبابه، طرق الوقاية منه، وكيفية التعامل مع هذا المرض للحد من انتشاره وتأثيره على الصحة العامة.
ما هو مرض السل؟
مرض السل هو مرض معدي تسببه بكتيريا تنتقل بشكل رئيسي عن طريق الهواء، وعندما يعطس شخص مصاب بالسل أو يسعل، تخرج منه قطرات صغيرة تحتوي على البكتيريا، ويمكن أن يستنشقها شخص آخر مما يؤدي إلى إصابته بالعدوى. عادة ما يؤثر مرض السل على الرئتين، ولكن يمكن أن يصيب أيضًا أي جزء آخر من الجسم.
يتسم مرض السل ببطء تطوره، حيث قد لا تظهر الأعراض بشكل فوري. لكن مع مرور الوقت، يمكن أن تتسبب البكتيريا في تدمير الأنسجة المصابة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
أعراض مرض السل
قد تختلف أعراض مرض السل حسب الجزء المصاب من الجسم، ولكن غالبًا ما تظهر الأعراض التالية في حالة الإصابة بالسل الرئوي (النوع الأكثر شيوعًا):
- السعال المستمر: قد يبدأ السعال بشكل خفيف، لكنه يزداد سوءًا مع مرور الوقت وقد يترافق مع الدم في بعض الحالات.
- التعرق الليلي: يعاني المرضى من تعرق مفرط خلال الليل، مما يؤدي إلى الاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل بسبب البلل من العرق.
- الحمى: يشعر المريض بارتفاع درجة الحرارة بشكل مستمر أو متقطع، وهو أحد أعراض المرض الشائعة.
- فقدان الوزن: يعاني المريض من فقدان غير مبرر للوزن، رغم تناول الطعام بشكل طبيعي.
- التعب العام: يشعر المريض بالإرهاق المستمر وقلة الطاقة، حتى مع الراحة.
- ألم في الصدر: قد يشعر المرضى بألم في منطقة الصدر نتيجة التهاب الأنسجة الرئوية.
من الممكن أن تظهر الأعراض تدريجيًا على مدار عدة أسابيع أو شهور، مما قد يتسبب في تأخر تشخيص المرض في بعض الحالات.
أسباب مرض السل
يعد السبب الرئيسي للإصابة بمرض السل هو انتقال البكتيريا من شخص إلى آخر من خلال الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، وتعد الأماكن المغلقة والمزدحمة، مثل المستشفيات، وسائل النقل العامة، أو السجون، من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسل.
يمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أكثر عرضة للإصابة بالسل، وتشمل هذه الفئة:
- مرضى الإيدزأو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- الأشخاص الذين يتلقون علاجًا مثبطًا للمناعة (مثل الأدوية لعلاج السرطان أو أمراض المناعة الذاتية).
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الكلى.
- المدخنين والمفرطين في تناول الكحول.
كيف يتم تشخيص مرض السل؟
يتم تشخيص مرض السل من خلال مجموعة من الفحوصات التي تساعد في تحديد ما إذا كانت البكتيريا قد تسببت في العدوى أم لا، تشمل هذه الفحوصات:
- اختبارات الجلد: اختبار الجلد هو أحد الاختبارات الأساسية للكشف عن وجود عدوى بالسل. يتم حقن مادة تحت الجلد، وإذا كانت النتيجة إيجابية، فقد يكون الشخص قد تعرض للعدوى.
- الأشعة السينية على الصدر: تساعد الأشعة السينية في الكشف عن التغيرات التي تحدث في الرئتين نتيجة الإصابة بالسل.
- اختبارات المخاط: يقوم الأطباء بجمع عينات من البلغم أو المخاط لفحص وجود البكتيريا المسببة للسل.
- اختبارات الدم: يتم إجراء بعض اختبارات الدم لقياس استجابة الجسم تجاه العدوى.
طرق الوقاية من مرض السل
الوقاية من مرض السل تعد أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في المناطق التي يكون فيها معدل انتشار المرض مرتفعًا، وفيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة بالسل:
التطعيم ضد السل
تعد لقاح BCG (اللقاح ضد السل) أحد الوسائل الأساسية للوقاية من مرض السل، خاصة في الأطفال، يُستخدم هذا اللقاح في العديد من الدول لتقليل خطر الإصابة بالسل. يساعد اللقاح في تقوية جهاز المناعة لمكافحة العدوى عند التعرض للبكتيريا.
الابتعاد عن الأشخاص المصابين
يعد تقليل التعرض للأشخاص المصابين بالسل من أساليب الوقاية الأساسية. يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مرض السل مثل السعال المستمر أن يتجنبوا الاختلاط بالآخرين إلى أن يتم تشخيصهم وعلاجهم بشكل مناسب.
استخدام الكمامات الطبية
إذا كان الشخص مريضًا بالسل، يجب عليه ارتداء الكمامة الطبية لمنع انتشار البكتيريا إلى الآخرين، ويجب أيضًا على الأفراد المحيطين بالمريض ارتداء الكمامات في حال كان هناك خطر من التعرض للبكتيريا.
تهوية الأماكن المغلقة
تعتبر الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة بيئة مثالية لانتقال العدوى. من الضروري أن يتم تهوية الأماكن المغلقة بشكل جيد، خصوصًا في الأماكن العامة والمزدحمة مثل المدارس، والمستشفيات، ووسائل النقل.
تعزيز الصحة العامة والنظافة
الحفاظ على النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بشكل منتظم واستخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس يساعد في تقليل انتقال العدوى، كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك التوازن الغذائي والنوم الجيد، يعزز من قوة جهاز المناعة.
علاج الحالات المصابة بسرعة
يجب على الأشخاص الذين يظهرون عليهم أعراض مرض السل أن يحصلوا على تشخيص دقيق وعلاج سريع، العلاج المبكر يقلل من احتمالية انتشار العدوى للآخرين ويسهم في تحسين الحالة الصحية للمريض.
علاج مرض السل
يتم علاج مرض السل باستخدام مجموعة من الأدوية المضادة للبكتيريا التي تعمل على قتل البكتيريا المسببة للمرض، ويشمل العلاج عادةً تناول عدة أدوية لمدة طويلة قد تصل إلى 6 أشهر، حيث يتطلب الالتزام بالعلاج بشكل كامل لمنع عودة المرض أو تطور مقاومة الأدوية.
يعد مرض السل من الأمراض المعدية الخطيرة التي تتطلب التشخيص المبكر والعلاج الفعال للحد من انتشاره وتأثيره على الصحة العامة، من خلال اتباع إجراءات الوقاية مثل التطعيم، والتهوية الجيدة، وتجنب الاختلاط مع المرضى، يمكن التقليل من خطر الإصابة بالسل، وتظل الوقاية والعلاج المبكر أهم عوامل مكافحة هذا المرض وتفادي مضاعفاته الصحية الخطيرة.