باحثة: الإرادة السياسية بين حماس وفتح هي مفتاح توحيد الصف الفلسطيني
قالت تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إنّ العوامل والمتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة تُعد مشجعة للغاية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني، مؤكدة أن الأجواء الحالية تمثل فرصة حقيقية يجب استثمارها، شرط توفر الإرادة السياسية الجادة بين مختلف الفصائل، خاصة بين حركتي فتح وحماس.
مواجهة المخططات الإسرائيلية
وأضافت حداد، في مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ التحديات القائمة والانتهاكات المستمرة تفرض على الفلسطينيين التكاتف ضمن مشروع وطني موحّد قادر على مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف وحدة الموقف الفلسطيني، مؤكدة على أن توحيد الصف الوطني الفلسطيني ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وجودية لمواجهة التحديات المقبلة وصياغة مستقبل أكثر استقرارًا.
مصر تبذل جهودًا في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية
وأكدت الكاتبة السياسية أن مصر تبذل جهودًا كبيرة في تهيئة المناخ وتعزيز لغة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مشيرة إلى أن الدور المصري يتمحور حول تصفية الأجواء الداخلية وتوحيد الرؤى تمهيدًا لمرحلة «اليوم التالي» بعد العدوان على قطاع غزة، مؤكدة أيضا على أن انخراط جميع الفصائل، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية يُعدّ خطوة أساسية للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ومكانته القانونية الدولية.
وشددت على أهمية الابتعاد عن الأجندات الخارجية والتمسك بالبعد الوطني الخالص، لافته إلى أن أي تقدم في المسار السياسي لن يتحقق إلا بتقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الأدوات والبرامج النضالية تحت رؤية وطنية واحدة تضع مصلحة فلسطين فوق أي اعتبار.
في سياق آخر،قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن الدولة المصرية ما زالت تعمل على ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بصورة مستمرة، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا المسار، لافتا أن هناك انفراجة نسبية في هذا الملف عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجزته القاهرة بالتنسيق مع شركائها من الوسطاء في قطر والولايات المتحدة وتركيا، فالدولة المصرية تولي لهذا المسار الإنساني أهمية قصوى نظرًا لما يعانيه القطاع من أوضاع إنسانية صعبة ونقص كامل في مستلزمات الحياة الأساسية منذ ما يزيد على عامين.
مصر تواصل جهودها داخل القطاع
وأضاف رائف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي هشام عبدالتواب على قناة «إكسترا نيوز»، أن اللجنة المصرية تواصل جهودها داخل قطاع غزة من خلال تمهيد الطرق وإعادة تأهيل البنية التحتية لتسهيل مرور الشاحنات المحملة بالمساعدات، إلى جانب التنسيق المستمر مع الأمم المتحدة ووكالة الأونروا لضمان توزيع المساعدات في الداخل، مشيرًا إلى أن تدفقات الوقود والمستلزمات الطبية باتت تسير بشكل أكثر انتظامًا، مما يسهم تدريجيًا في تحسين الأوضاع المعيشية داخل غزة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تتحرك ضمن رؤية شاملة تجمع بين العمل الإنساني والسياسي، من أجل تثبيت الهدنة ومنع تكرار التصعيد.



