عبد المنعم سعيد: وقف إطلاق النار بغزة لن يفشل إلا بظروف جديدة
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إنه لا يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيفشل، إلا إذا ظهرت ظروف جديدة من شأنها أن تُغيّر المعادلة الحالية، مؤكدًا أن هناك التزامًا أمريكيًا واضحًا بإنجاح الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة.
العملية تواجه مقاومة من أطراف عدة
وأوضح سعيد، خلال لقائه مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة القاهرة الإخبارية، أن العملية تواجه مقاومة من أطراف عدة، سواء من جانب حركة حماس أو داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، التي تضم أصواتًا تعارض مسار السلام الحالي.
وأشار المفكر السياسي إلى أن هناك جهودًا عربية بارزة لدعم المسار السياسي، موضحًا أن اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا، حيث جرى التأكيد على استمرار التنسيق وتثبيت عملية وقف إطلاق النار بين الجانبين.

ونوه سعيد إلى أن التحركات الأمريكية والعربية تسير بشكل متوازٍ، لافتًا إلى أن نائب الرئيس الأمريكي والمبعوثين المعنيين بالملف يتابعون عن كثب جهود التهدئة، مشيرًا إلى أن مركز التنسيق الأمريكي الخاص بوقف إطلاق النار بدأ عمله لضمان تنفيذ الالتزامات من جميع الأطراف.
وأكد أن الجهد الدولي المبذول كبير ومنسق، ما يجعل فرص نجاح وقف إطلاق النار مرتفعة، مضيفًا أن فشل العملية لن يحدث إلا إذا طرأت مستجدات جوهرية تعيد التصعيد الميداني أو السياسي.
إنشاء مركز للتنسيق المدني العسكري في إسرائيل
وفي سياق متصل، علق الدكتور عبد المنعم سعيد على إعلان وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) عن إنشاء مركز للتنسيق المدني العسكري في إسرائيل، موضحًا أن هذا المركز أمريكي في الأساس، ويعمل تحت رايتين: الأولى المساهمة في جهود تثبيت السلام ووقف إطلاق النار، والثانية ضمان أن كل طرف يلتزم بما تم الاتفاق عليه.
وتابع سعيد موضحًا أن المركز لا يمثل قوة عسكرية أمريكية على الأرض، بل يُعنى بالتنسيق الميداني وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن بعض الدول الغربية وربما العربية ستشارك فيه ضمن أطر إنسانية ولوجستية.
وأضاف أن التيار المسيطر داخل الحزب الجمهوري الأمريكي لا يزال متمسكًا برفض إرسال قوات أمريكية إلى مناطق نزاع خارجية، مؤكدًا أن هذا المبدأ يمثل جزءًا رئيسيًا من برنامج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تجنب توريط الولايات المتحدة في حروب بعيدة مثل العراق وأفغانستان.



