عاجل

إسرائيل تضع شروطا تعجيزية.. انسحاب الجيش اللبناني مقابل وقف إطلاق النار

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

كشفت مصادر لبنانية مطلعة أن المباحثات غير المعلنة بين وفد لبناني ومسؤولين أمريكيين، والتي كانت تهدف إلى فتح قناة تفاوض غير مباشرة مع إسرائيل، انتهت إلى طريق مسدود بعد أن صعدت تل أبيب من شروطها لإبرام اتفاق تهدئة مع بيروت.

ووفقًا للمصادر اللبنانية، طالبت إسرائيل بأن تكون المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني خالية تمامًا من أي وجود عسكري، بما في ذلك الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام اليونيفيل، وليس فقط قوات حزب الله، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا لأي اتفاق محتمل للتهدئة على الحدود.

وأضافت المصادر أن إسرائيل رفضت أيضًا استمرار رقابة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل في تلك المنطقة، وأصرت على الاحتفاظ بحقها في تنفيذ عمليات عسكرية منفردة ضد أي هدف تعتبره تهديدًا لأمنها.

وأكدت المصادر أن الجانب الأمريكي نقل هذه المطالب إلى الوفد اللبناني، الذي رفضها بشكل قاطع، معتبراً إياها انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية ومخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

توقعات بتصعيد التوتر في لبنان

وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من التوتر الميداني، خصوصًا مع تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية منذ مطلع الأسبوع، مشيرة إلى أن الأجواء اللبنانية شهدت في الأيام الأخيرة تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق بيروت وجبل لبنان والجنوب، في مشهد غير مسبوق منذ حرب الـ66 يومًا.

الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد جددت مرارًا، على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير خارجيتها يسرائيل كاتس، مطالبتها بنزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني وتحويل المنطقة إلى "منطقة عازلة" خالية من أي وجود عسكري للحزب.

الموقف اللبناني من المطلب الإسرائيلي 

الرئاسات اللبنانية الثلاث وهم رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نجيب سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري أعلنوا رفضهم المطالب الإسرائيلية، ووصفتها بأنها تمثل "خضوعًا مذلًا" وتعديًا على السيادة اللبنانية، فضلاً عن كونها خرقًا واضحًا للقرارات الدولية.

وكان الرئيس عون قد طرح في وقت سابق مبادرة لإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بهدف تثبيت الاستقرار الحدودي، على غرار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية عام 2022، إلا أن الشروط الإسرائيلية الجديدة نسفت المبادرة بالكامل.

وفي هذا الصدد أكد المحلل السياسي ميشيل نجم أن الشروط الإسرائيلية تعجيزية واستفزازية، وتهدف إلى فرض تنازلات تهدد استقرار لبنان وتفتح الباب أمام انتهاك سيادته، مؤكدًا أن رفض إسرائيل لوجود قوات "اليونيفيل" يهدف إلى منحها حرية تنفيذ عملياتها العسكرية دون رقابة دولية.

فيما  اعتبر المحلل السياسي جبران سليم الدرة أن مطالبة إسرائيل بإخلاء الجنوب اللبناني من أي وجود عسكري، حتى من الجيش اللبناني، تنذر بتصعيد عسكري محتمل في المدى القريب، مشيرًا إلى أن تل أبيب تسعى لفرض ما وصفه بـ"سلام مسلح" مع لبنان، وهو ما قد يمهّد لمواجهة مفتوحة في المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط