بعد افتتاح مصنع «أوبو».. هل تنخفض أسعار الهواتف المحمولة في مصر قريبًا؟
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قبل قليل، مصنع شركة «أوبو» (OPPO)، لتصنيع وتجميع الهواتف المحمولة في مصر، في خطوة تعد من أبرز التحركات الحكومية لتوطين صناعة الإلكترونيات وجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
المصنع الجديد يأتي ضمن مبادرة «مصر تصنع الإلكترونيات»، التي تستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجميع وتصنيع الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية، بما يخلق فرص عمل جديدة للشباب ويعزز من تنافسية السوق المحلي.
خطوة إيجابية ستقلل فاتورة الاستيراد وتزيد الصادرات
قال الخبير الاقتصادي بلال شعيب، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، إن افتتاح مصنع «أوبو» في مصر يمثل حدثاً اقتصادياً إيجابياً، ستكون له آثار مباشرة على السوق المحلي، خاصة فيما يتعلق بأسعار الهواتف المحمولة والميزان التجاري المصري.
وأضاف شعيب أن هذا المشروع سيسهم في خفض أسعار الموبايلات داخل السوق المصري تدريجياً، لأن تكلفة الإنتاج المحلي تقل كثيراً عن تكلفة الاستيراد التي كانت تشمل الجمارك والشحن وأجور النقل.
وأوضح، أن أجور العمالة في مصر تمثل ما بين 20 إلى 25% من الرسوم الجمركية تقريباً، ما يجعل التصنيع المحلي أكثر كفاءة وربحية للشركات العالمية، وفي الوقت نفسه يعود بالنفع على الاقتصاد القومي.
وأشار شعيب إلى أن مصنع «أوبو» الجديد تم إنشاؤه باستثمارات تصل إلى 20 مليون دولار، بطاقة إنتاجية مبدئية تبلغ 4.5 مليون هاتف سنوياً، ما يعكس ثقة الشركات الصينية في بيئة الاستثمار المصرية.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي بالتوازي مع سياسة الدولة لتقليل الاعتماد على الواردات وتشجيع التصنيع المحلي، موضحاً، أن مصر كانت تستورد هواتف محمولة بما يقارب مليار دولار سنوياً، ومع تشغيل مصانع جديدة مثل مصنع «أوبو»، ستنخفض هذه الفاتورة بشكل ملحوظ.
خلق فرص عمل وزيادة القيمة المضافة
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن المصنع الجديد سيوفر مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، من خلال تشغيل سلاسل التوريد المحلية وموردي المكونات الإلكترونية، مشيراً إلى أن هذه المشروعات ترفع من نسبة القيمة المضافة المحلية وتدعم نقل التكنولوجيا الحديثة إلى السوق المصري.
وأضاف«شعيب»، من المتوقع أن يحدث المصنع تنشيطًا اقتصادياً في قطاع الإلكترونيات، ليس فقط من حيث الإنتاج المحلي، بل أيضاً في احتمالية تصدير جزء من الهواتف إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط في المراحل المقبلة.
التصنيع المحلي للهواتف يعزز الجنيه المصري
وأكد «شعيب»، أن التوسع في التصنيع المحلي يسهم في تقليل الضغط على العملة الأجنبية، لأن جزءاً كبيراً من واردات الهواتف الذكية كان يسدد بالدولار، وبالتالي فإن إنتاجها محلياً يدعم الجنيه المصري ويخفف العبء على الميزان التجاري.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أنه إذا تم استغلال الطاقة الإنتاجية الكاملة للمصنع، فسيكون لذلك أثر مباشر في استقرار الأسعار وتوفير بدائل محلية منافسة للهواتف المستوردة.
توطين التكنولوجيا في مصر
واختتم الخبير الاقتصاديحديثه، مؤكداً أن افتتاح مصنع أوبو ليس مجرد حدث استثماري، بل خطوة استراتيجية نحو توطين صناعة التكنولوجيا في مصر، موضحاً أن هذا النجاح يعتمد على استمرار الحكومة في تقديم الحوافز للمستثمرين، ودعم الموردين المحليين لتوسيع دائرة التصنيع والتصدير.