بوتين يترقب.. صفقة «المعادن النادرة» تضع أوكرانيا في مأزق واشنطن |فيديو

كشف إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكرانية، عن تطورات صفقة المعادن النادرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي تتزامن مع استمرار الدعم العسكري الأمريكي لكييف.
وأوضح يواس، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك نقاشات مكثفة حول هذه الصفقة، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، مشيرًا إلى أن المفاوضات ما زالت جارية ولم تُحسم بشكل قاطع.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على امتيازات في مجال المعادن النادرة الأوكرانية، والتي تعد من الموارد الاستراتيجية الحيوية للصناعات الدفاعية والتكنولوجية، مؤكدًا أن كييف لن توافق على أي اتفاق قد يُضر بمصالحها الوطنية.
ترامب ومحاولات السيطرة
وأشار يواس إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحاول ممارسة نفوذ قوي على أوكرانيا، مستخدمًا استراتيجيات الضغط السياسي والاقتصادي، لكنه في نهاية الأمر رجل أعمال بارع ويعلم كيف تدار الصفقات.
وقال:" ترامب لطالما عُرف بأسلوبه القائم على فرض الشروط القاسية في المفاوضات، ومن غير المستبعد أن يستخدم المساعدات العسكرية كوسيلة ضغط لإجبار أوكرانيا على القبول بشروط معينة في صفقة المعادن النادرة". ومع ذلك، شدد يواس على أن أوكرانيا لن توافق على أي اتفاق غير عادل، وستظل متمسكة بسيادتها على مواردها الطبيعية.
المعادن مورد استراتيجي
وتمتلك أوكرانيا احتياطيات هائلة من المعادن النادرة، والتي تُستخدم في الصناعات المتقدمة، مثل الإلكترونيات، والطيران، والتكنولوجيا العسكرية، وتُعد هذه الموارد ذات أهمية كبرى للدول الصناعية الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تسعى لتأمين إمداداتها بعيدًا عن الاعتماد على الصين، المورد الرئيسي لهذه المعادن عالميًا.
وأوضح يواس أن "الولايات المتحدة تدرك تمامًا أهمية المعادن النادرة، وتسعى لضمان الحصول على مصادر بديلة لتقليل اعتمادها على الصين، وأوكرانيا إحدى الدول القليلة التي تمتلك هذه الموارد بكميات كبيرة".
الدعم العسكري والامتيازات
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ضخمة لكييف لدعمها في مواجهة الهجمات الروسية. كما يرى بعض المحللين أن واشنطن قد تستخدم هذه المساعدات كأداة ضغط للحصول على امتيازات اقتصادية، بما في ذلك المعادن النادرة.
وأكد يواس أن أوكرانيا تحتاج إلى الدعم العسكري، لكنها لن تفرط في حقوقها الاقتصادية بسهولة، وهناك إدراك واضح لدى القيادة الأوكرانية بأهمية حماية الموارد الاستراتيجية للبلاد.

المصالح السياسية والاقتصادية
ورغم الجدل الدائر حول هذه الصفقة، لا تزال أوكرانيا حريصة على تحقيق التوازن بين احتياجاتها العسكرية والاقتصادية، دون التفريط في سيادتها، حيث يرى يواس أن مستقبل الصفقة يعتمد على مدى قدرة كييف على التفاوض بحكمة، وتحقيق أكبر قدر من المكاسب دون الخضوع للضغوط الأمريكية.
واختتم يواس حديثه قائلاً:" أوكرانيا تمر بمرحلة دقيقة، والمفاوضات حول المعادن النادرة ليست مجرد صفقة اقتصادية، بل هي جزء من لعبة جيوسياسية أكبر، وعلينا أن نكون حذرين في اتخاذ القرارات".