خطاب عنصري.. تصريحات صورة المدينة تثير غضب المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا

انتقادات وجدل بعد تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن "تأثير المهاجرين على ملامح المدن"، دفع البعض إلى الحديث عن الخطابات الإقصائية والعنصرية، حيث قال الدكتور صادق المصلي عضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا تعليقًا على ما وصفه بالتصريحات العنصرية والمقلقة التي أدلى بها المستشار الألماني، والتي تحدث فيها عن "تغيّر صورة بعض المدن الألمانية"، إن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يرى أن مثل هذه التصريحات لا تليق بمسؤول في موقعه، وتُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي بدل أن تُعزز الاندماج والعيش المشترك.
تُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي
وتابع: الحديث عن تغيّر "صورة" المدن بسبب وجود ألمان من أصول مهاجرة أو مسلمة، يوحي ضمنًا برفض لهذا الوجود، وهو أمر يتنافى مع القيم الدستورية التي تقوم على المساواة وكرامة الإنسان.
وأكمل: نذكّر المستشار الألماني وغيره من المسؤولين أن التنوع الثقافي والديني في ألمانيا ليس تهديدًا، بل مصدر غنى وقوة، وأن أبناء الجاليات المسلمة وغيرهم من ذوي الأصول المهاجرة يساهمون بشكل فعّال في كل مجالات الحياة، من الاقتصاد إلى التعليم والصحة والخدمة المجتمعية.
وشدد على دعوة المستشار الألماني إلى الابتعاد عن الخطاب الإقصائي، والعمل على بناء مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل، والتقدير العادل لكل من يعيش على أرض هذا الوطن، بغض النظر عن خلفيته.
كان قد دافع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (Friedrich Merz) عن تصريحاته المثيرة للجدل بشأن «مظهر المدن» وأمان النساء ليلاً، وذلك خلال مؤتمر صحفي في برلين، حيث فاجأ أحد الصحفيين بسؤاله اللافت: «هل لديك بنات؟».
وقال ميرتس إن حديثه عن تغيّر مظهر بعض المدن الألمانية لا يستهدف الأجانب أو فئة معينة، بل يعكس واقعاً تشعر به كثير من النساء اللواتي لا يشعرن بالأمان في الشوارع بعد حلول الظلام. وأضاف:
«كل من لديه بنات يعرف تماماً ما أعنيه، فالأمر لا يتعلق بالسياسة، بل بالحياة اليومية».
ورفض ميرتس التراجع عن تصريحاته أو تقديم اعتذار، مشيراً إلى أنه تلقى دعماً من شريحة واسعة من المواطنين الذين يشاركونه القلق بشأن الأمان في المدن.
تصريحاته أعادت إشعال الجدل السياسي والإعلامي حول قضايا الأمن والهجرة والاندماج، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإقليمية المقبلة في ألمانيا.