عاجل

الإيمان بالله قدر أم اختيار.. وما معنى قوله تعالى: "ليس عليك هداهم"؟

تفسير القرآن
تفسير القرآن

يتساءل الكثيرون عن معنى قوله تعالى: "ليس عليك هداهم..."، وهل الإيمان بالله هو مسألة قدرية ليس للعبد شيء فيها سواء آمن بالله أم ظل على كفره، وفي السطور التالية نوضح.

ما معنى قوله تعالى: "ليس عليك هداهم"؟

قال تعالى في سورة البقرة: "لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ"، وفي بيان معناها قالت الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر إن الهداية للإيمان هي قدر واختصاص من الله وحده، وهو سبحانه من يوفق من يشاء لاتباع الطريق الصحيح.

وتابعت: «الهداية ليست على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا على المسلمين إجبار أحد على الإيمان، ولكن مسؤولية المسلم هي تبليغ الرسالة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى الخير، وليس لديه سلطة على قلوب الناس لإجبارهم على الإيمان. ومع ذلك وجب الإحسان إلى المحتاجين، ولا يُستثنى الفقير غير المسلم من صدقات التطوع، لأن هدايته ليست شرطًا للإحسان إليه». 

وأضافت: «مما يؤكد ذلك أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وهي أخت عائشة رضي الله عنها من الأب، وكانت أمها كافرة على دين قومها، فلما قدمت المدينة في صلح الحديبية، وهي المدة التي صالح فيها النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة على وضع الحرب، استأذنت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل أصل أمي؟ قال: "نعم صِليها". كما أن الله عز وجل جعل في الزكاة حقًا لهم وهم المؤلفة قلوبهم». 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم، ويريدونهم أن يُسلموا، فنزل قول الحق تبارك وتعالى: "ليس عليك هداهم..."

وشددت: «كون هؤلاء غير مسلمين لا يمنع من الإحسان إليهم، والتصدق عليهم، وترغيبهم في الخير، وتأليف قلوبهم. نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين، وأن يرزقنا جميعًا العلم النافع، والعمل الصالح، والاستقامة على ما يقتضيه العلم النافع من القول والعمل».

تم نسخ الرابط