عاجل

مساجد تاريخية |مسجد الرفاعي.. ضريح الملوك ومزار الأولياء في قلب القاهرة

مسجد الرفاعي بالقلعة
مسجد الرفاعي بالقلعة

بين الزخارف الذهبية والقباب العالية، تتقاطع حكايات التصوف والسلطة في هذا المعلم الفريد الذي لا يزال، رغم مرور أكثر من قرن، يستقطب الزائرين من مختلف أنحاء العالم,إنه  مسجد الرفاعي بالقلعة الذي  تحول مسجد صغير بجوار زاوية صوفية إلى مَعلم ملكي يضم بين جدرانه جزءا من تاريخ مصر السياسي والروحي.

 أبرز المعالم الدينية والأثرية

يتربع مسجد الرفاعي كأحد أبرز المعالم الدينية والأثرية التي تجمع بين الروحانية والفخامة المعمارية, و يحمل المسجد بين جدرانه تاريخا  يمتد لأكثر من أربعين عاما بين التصميم والتشييد، ويرتبط اسمه بأسرتين: آل محمد علي الملكية، وآل الرفاعي الصوفية.

بناء بأمر خشيار هانم

بدأت قصة المسجد عام 1869 حين أمرت ببنائه خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، على أنقاض زاوية قديمة كانت تعرف باسم زاوية الرفاعي, وعهدت مهمة التصميم والتنفيذ إلى حسين باشا فهمي، أحد أبرز المعماريين المصريين في القرن التاسع عشر، لكنه توفي قبل اكتمال البناء. ومع وفاة خوشيار هانم عام 1885، توقف العمل بالموقع لأكثر من عقدين.

في عام 1905، استأنف الخديوي عباس حلمي الثاني المشروع وكلف المهندس المجري ماكس هرتس باشا بإتمام أعمال البناء، التي اكتملت أخيرًا عام 1911، ليفتتح المسجد رسميًا للصلاة مطلع عام 1912.

يضم المسجد عددًا من القبور الملكية، أبرزها قبر الخديوي إسماعيل، ووالدته خوشيار هانم، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول، إلى جانب السلطان حسين كامل وزوجته. كما يحتضن المسجد مقابر لعدد من الأولياء، من بينهم الشيخ علي أبي شباك ويحيى الأنصاري.

مسجد الإمام الرفاعي من الداخل
مسجد الإمام الرفاعي من الداخل

 

 

الشيخ علي أبي شباك

ورغم أن المسجد يحمل اسم "الرفاعي"، فإن الشيخ أحمد بن علي الرفاعي، مؤسس الطريقة الرفاعية، لا يرقد فيه، إذ توفي ودفن في العراق. لكن الاسم انتقل من الزاوية القديمة التي كانت تضم قبر أحد أحفاده، وهو الشيخ علي أبي شباك، إلى المسجد الجديد.

طراز معماري فريد

المسجد يتميز بطراز معماري فريد يمزج بين الزخارف الإسلامية والفخامة العثمانية، ويقف شامخا بجوار مسجد السلطان حسن، مشكلًا لوحة معمارية نادرة تعكس ثراء القاهرة التراثي والديني.

اليوم، لا يعد مسجد الرفاعي مجرد مزار ديني أو مزارا للمتصوفة، بل شاهدا على عصر ملكي رحل، وتاريخ معماري استثنائي بقي حيا في وجدان القاهرة.

تم نسخ الرابط