ما الذي تبحث عنه أوروبا في مصر؟ إيهاب عمر يكشف أبعادًا جديدة
قال الكاتب والباحث السياسي إيهاب عمر، إن الشراكة المصرية الأوروبية تمثل أكثر من مجرد تعاون سياسي أو أمني، بل هي علاقة استراتيجية تقوم على تعزيز التنافسية الصناعية وسلاسل القيمة المستدامة، إضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي والابتكار كأدوات رئيسية لتعزيز الاقتصاد المصري.
أوروبا تسعى للاستثمار في مصر
وأوضح إيهاب عمر خلال لقائه ببرنامج "الخلاصة" مع الإعلامي حسام الدين حسين على قناة «المحور»، أن أوروبا تسعى للاستثمار في مصر ليس فقط لتأمين مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية، بل أيضًا لأنها ترى في مصر مستقبلاً واعدًا يعتمد على شباب متعلم قادر على المساهمة في تطوير الاقتصادات المتقدمة، مؤكدًا أن التعليم يعد جزءًا مهمًا من هذه الرؤية، حيث تطمح أوروبا إلى دعم بناء مؤسسات تعليمية تعزز قدرات الشباب المصري على المنافسة عالمياً.
الحرب الباردة الاقتصادية
وأشار إيهاب عمر إلى أن المرحلة الحالية تعكس نهاية ما وصفه بـ"الحرب الباردة الاقتصادية"، التي انتصر فيها الاقتصاد على السياسة، مؤكدًا أن الشراكة لم تعد مجرد تجمعات سياسية، بل ترتكز على بنود اقتصادية ذات أهمية قصوى، يجب أن تُقرأ وتُفهم أولًا قبل أي اعتبارات سياسية.
وتابع إيهاب عمر أن أوروبا تبحث عن "بنك شباب واعد" في مصر، خاصة مع ارتفاع متوسط أعمار سكان مصر مقارنة بانخفاضه في أوروبا، حيث تسعى القارة العجوز لجذب العقول الذكية التي تساهم في تقدم البشرية، وبدلاً من الهجرة التي أصبحت مقيدة، تفضل أوروبا دعم التعليم والعمل عن بُعد في مصر، خاصة في مجالات البرمجة والذكاء الصناعي.
وأبرز إيهاب عمر أهمية سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، مشيرًا إلى أن مصر تمثل مركزًا حيويًا في هذه الشبكات بفضل موقعها الاستراتيجي على أهم الطرق التجارية البحرية، وهو ما يجعلها "قلب الحركة التجارية الدولية"، ولهذا السبب، اتجهت أوروبا سريعًا لدعم مصر سياسيًا واقتصاديًا، خصوصًا في ظل التوترات مع الولايات المتحدة.
وأكد الكاتب والباحث السياسي أن القمة المصرية الأوروبية الأخيرة ليست مجرد حدث عادي، بل هي لحظة تاريخية تظهر تقدير أوروبا العميق لمصر كشريك رئيسي في الإقليم والعالم الإسلامي، وأن العديد من دول المنطقة كانت تأمل أن تكون شريكًا في هذا التعاون، مما يعكس مكانة مصر الفريدة.



