عاجل

ما معنى الكرامات وكيف تظهر؟.. الشيخ عبده الأزهري يجيب

 الكرامات
الكرامات

قال الشيخ عبده الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الكرامات التي تُنسب إلى أولياء الله الصالحين هي في حقيقتها هبات من الله سبحانه وتعالى، يمنحها لمن يشاء من عباده المقربين، مؤكدًا أن هذه الكرامات لا تُطلب ولا تُكتسب عن عمد، وإنما تأتي من باب الاصطفاء الإلهي.

 الكرامة هي أمر خارق للعادة، يجريه الله على يد عبد صالح

وأوضح، خلال لقائه عبر قناة الحدث اليوم، أن الكرامة هي أمر خارق للعادة، يجريه الله على يد عبد صالح، تقرب إليه بالفرائض ثم بالنوافل، حتى أصبح محبوبًا من الله عز وجل، مشيرًا إلى قوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون"، وهو تعريف واضح لمن هم أولياء الله.

وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أويس القرني، وهو رجل من اليمن أصيب بالبرص وبرأ الله جسده كله إلا موضع درهم، وكان بارًا بأمه، فقال عنه الرسول : "لو أقسم على الله لأبره، من رآه فليطلب منه أن يستغفر له".

ونوه إلى أن هذا الحديث الشريف يُبين بوضوح كيف أن بعض الصالحين قد يبلغون من القرب إلى الله منزلة تُستجاب بها دعواتهم للآخرين، بدليل أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه طلب من أويس أن يستغفر له، تنفيذًا لوصية رسول الله.

وأكد أن الكرامات ليست دليلًا على مكانة اجتماعية أو دينية مزعومة، بل قد تظهر على يد من لا يُعرف بين الناس أو لا يملك وجاهة، مثلما كان أويس من عامة الناس لا يعرفه أحد، حتى إن عمر بن الخطاب لما سأل عنه، وُجد جالسًا بين الجِمال.

القرب الإلهي لا يُنال بالادعاء أو التظاهر بل بالنية الصادقة والعمل الخالص

وتابع: “الولي الحق هو من تقرب إلى الله بما افترض عليه أولًا، ثم استمر في الطاعات والنوافل حتى نال محبة الله”، كما جاء في الحديث القدسي: وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به.. إلى آخر الحديث"، مؤكدًا أن هذا القرب الإلهي لا يُنال بالادعاء أو التظاهر، بل بالنية الصادقة والعمل الخالص.

وأشار إلى أن الكرامات قد تتجلى في صورة دعاء مستجاب، أو رؤية كاشفة، أو أحداث لا تفسرها الأسباب المادية، كما حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب حين نادى في خطبة الجمعة قائلًا: "يا سارية الجبل الجبل"، وهو ينبه القائد المسلم "سارية" إلى كمين أثناء معركة في نهوند بفارس، رغم أن المسافة كانت شاسعة بينهما. وقد سمع سارية النداء بالفعل واستجاب له، فنجا هو وجيشه.

تم نسخ الرابط