هل نوم الطفل بين والديه حرام؟.. واعظة توضح الضوابط الشرعية والتربوية |خاص

قالت الواعظة بالأوقاف منى نجم إن نوم الطفل بين والديه جائز في الأصل، ولكن هناك ضوابط وتنبيهات شرعية وتربوية يجب مراعاتها.
نوم الطفل بين والديه
ولفتت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» إلى أنه من الناحية الشرعية فلا حرج في نوم الطفل الصغير (الرضيع أو من دونه تمييز) بين والديه، لأن الطفل في هذا العمر لا يعي شيئًا من العورات أو العلاقات الخاصة.
واستطردت: لكن لا يجوز أن يراه الطفل أو يكون حاضرًا عند العلاقة الخاصة بين الزوجين، قال النبي ﷺ: «فإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم»، وفي رواية: «فلا يريانكما عريانين»: أي لا ينبغي أن يرى الطفل عورة والديه أو يسمع ما يدور بينهما، لأن ذلك يؤثر عليه سلوكيًا ونفسيًا مستقبلاً.
ومن الناحية التربوية والنفسية، قالت: ينصح علماء التربية بعدم تعويد الطفل على النوم الدائم بين والديه بعد عمر السنتين تقريبًا، لأن ذلك:
1. يقلل من استقلاليته وشعوره بالأمان الذاتي.
2. يسبب اضطرابًا في العلاقة الزوجية وخصوصيتها.
3. قد يثير فضول الطفل مع تقدمه في العمر تجاه أمور لا يعيها بعد.
وشددت الواعظة بالأوقاف على أنه يجوز مؤقتًا إذا كان الطفل صغيرًا أو مريضًا أو يحتاج إلى الأمان، لافتة أنه يُستحب فصله تدريجيًا في سرير قريب ثم في غرفة مستقلة متى ما بلغ سن الوعي (عادة من ٢–٤ سنوات).
كما يجب الحذر من كشف العورات أو ممارسة العلاقة الزوجية في وجوده، ولو كان نائمًا.
حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه
وفي بيان ما حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه؟، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الآباء أن يفرقوا بين أولادهم في أماكن النَّوم حين يُميِّزوا.
واستشهد مركز الأزهر العالمي في توضيحه حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه عبر صفحته على فيس بوك، بقوله صلى الله عليه وسلم « .. وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» [أخرجه البخاري]، موضحًا أن النبي أمر الآباء بذلك حثًّا منه على قيام الأسرة بواجبها في حماية أطفالها من الانحرافات كافة؛ سيّما وأن أغلب الانحرافات تتشكل في سنِّ الطفولة.
نوم الطفل بين والديه.. ما هو أفضل سن للتفرقة في المضاجع؟
جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مُروا أبناءَكم بالصَّلاةِ لِسَبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها لِعَشرِ سِنينَ، وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ، وإذا أنكَحَ أحدُكم عبدَه أو أجيرَه، فلا ينظُرَنَّ إلى شيءٍ مِن عَورتِه؛ فإنَّ ما أَسفلَ مِن سُرَّتِه إلى رُكبتَيه مِن عَورتِه.»
وجاء في شريح الحديث: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى ما فيه الصَّلاحُ والهُدى، والتَّرْبيةُ الصَّحيحةُ لأفرادِ المجتمعِ؛ صِغارًا وكِبارًا، مَع تَوضيحِ حُدودِ الآدابِ بيْنَ النَّاسِ في حِفْظِ العوراتِ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مُرُوا أبناءَكم بالصَّلاةِ لسَبْعِ سِنينَ"، أي: اطْلُبوا مِنْهم ووَجِّهوا لهم الأَمْرَ بالصَّلاةِ، وتَعلُّمِ كَيفيَّتِها وآدابِها، وما يَسْتدعيه ذلِكَ مِنْ حِفْظِ بَعضِ القُرآنِ الكريمِ، وهم في سِنِّ سَبْعِ سَنواتٍ، وهذا سِنُّ السَّماحِ والتَّجاوُزِ والتَّعلُّمِ.
"واضْرِبوهم عليها لِعشْرِ سِنينَ"، أي: إذا بَلَغَ الطِّفْلُ عَشْرَ سِنينَ، أُلْزِمَ بالصَّلاةِ الَّتي ظَلَّ ثلاثَ سنَواتٍ يتَدرَّبُ عليها، فإذا قَصَّرَ في الصَّلاةِ بَعْدَ هذه السِّنِّ ضُرِبَ وعُوقِبَ حتَّى يَعتادَ على أدائِها، فإذا ما دَخَل وقْتُ التَّكليفِ يكونونَ قد اعْتادوا عليها دُونَ أَدْنى تَفريطٍ مِنْهم في تلْكَ العِبادةِ.
"وفَرِّقوا بَيْنَهم في المَضاجِعِ"، أي: إذا بَلَغوا سِنَّ العاشِرةِ يُفرَّقُ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَلُ بينَهم؛ لأنَّ هذا العُمرَ بِدايةُ الدُّخولِ في مَرحلةِ البُلوغِ ومعرفةِ الشَّهوةِ، حتَّى إذا وصَلوا إلى سِنِّ البُلوغِ والشَّهوةِ يَكونونَ قَدِ اعْتادوا على هذا الفَصْلِ، والمُرادُ بالمَضاجِعِ: أماكِنُ النَّومِ.