عاجل

حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه.. وما معنى «وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ»؟

نوم الطفل بين والديه
نوم الطفل بين والديه

ما حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه؟، سؤال يكثر البحث عنه ونوضحه في السطور التالية، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الآباء أن يفرقوا بين أولادهم في أماكن النَّوم حين يُميِّزوا.

حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه

واستشهد مركز الأزهر العالمي في توضيحه حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه عبر صفحته على فيس بوك، بقوله صلى الله عليه وسلم « .. وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» [أخرجه البخاري]، موضحًا أن النبي أمر الآباء بذلك حثًّا منه على قيام الأسرة بواجبها في حماية أطفالها من الانحرافات كافة؛ سيّما وأن أغلب الانحرافات تتشكل في سنِّ الطفولة.

نوم الطفل بين والديه.. ما هو أفضل سن للتفرقة في المضاجع؟

جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مُروا أبناءَكم بالصَّلاةِ لِسَبعِ سِنينَ، واضرِبوهم عليها لِعَشرِ سِنينَ، وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ، وإذا أنكَحَ أحدُكم عبدَه أو أجيرَه، فلا ينظُرَنَّ إلى شيءٍ مِن عَورتِه؛ فإنَّ ما أَسفلَ مِن سُرَّتِه إلى رُكبتَيه مِن عَورتِه.»

وجاء في شريح الحديث: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى ما فيه الصَّلاحُ والهُدى، والتَّرْبيةُ الصَّحيحةُ لأفرادِ المجتمعِ؛ صِغارًا وكِبارًا، مَع تَوضيحِ حُدودِ الآدابِ بيْنَ النَّاسِ في حِفْظِ العوراتِ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مُرُوا أبناءَكم بالصَّلاةِ لسَبْعِ سِنينَ"، أي: اطْلُبوا مِنْهم ووَجِّهوا لهم الأَمْرَ بالصَّلاةِ، وتَعلُّمِ كَيفيَّتِها وآدابِها، وما يَسْتدعيه ذلِكَ مِنْ حِفْظِ بَعضِ القُرآنِ الكريمِ، وهم في سِنِّ سَبْعِ سَنواتٍ، وهذا سِنُّ السَّماحِ والتَّجاوُزِ والتَّعلُّمِ.

"واضْرِبوهم عليها لِعشْرِ سِنينَ"، أي: إذا بَلَغَ الطِّفْلُ عَشْرَ سِنينَ، أُلْزِمَ بالصَّلاةِ الَّتي ظَلَّ ثلاثَ سنَواتٍ يتَدرَّبُ عليها، فإذا قَصَّرَ في الصَّلاةِ بَعْدَ هذه السِّنِّ ضُرِبَ وعُوقِبَ حتَّى يَعتادَ على أدائِها، فإذا ما دَخَل وقْتُ التَّكليفِ يكونونَ قد اعْتادوا عليها دُونَ أَدْنى تَفريطٍ مِنْهم في تلْكَ العِبادةِ.

"وفَرِّقوا بَيْنَهم في المَضاجِعِ"، أي: إذا بَلَغوا سِنَّ العاشِرةِ يُفرَّقُ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَلُ بينَهم؛ لأنَّ هذا العُمرَ بِدايةُ الدُّخولِ في مَرحلةِ البُلوغِ ومعرفةِ الشَّهوةِ، حتَّى إذا وصَلوا إلى سِنِّ البُلوغِ والشَّهوةِ يَكونونَ قَدِ اعْتادوا على هذا الفَصْلِ، والمُرادُ بالمَضاجِعِ: أماكِنُ النَّومِ.

"وإذا أنكَحَ أحدُكم عبْدَه أو أجِيرَه"، أي: إذا زوَّجَ أحَدُ المالِكينَ إِحْدى خادِماتِه لواحدٍ مِن عبيدِه أو الأُجَراءِ عِنْدَه، "فلا يَنظُرَنَّ إلى شَيْءٍ مِن عَورَتِه؛ فإنَّما أسفَلُ مِنْ سُرَّتِه إلى رُكبتَيه مِن عَورَتِه"، أي: فلا يَنْظُرِ السَّيِّدُ المالِكُ إلى عَورةِ المملوكةِ؛ لأنَّها أصْبَحتْ مُحرَّمةً عليهِ، وإذا حَرُمَ النَّظَرُ حَرُمَ الوَطْءُ.

وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ العَورةَ المُغلَّظةَ ما دونَ السُّرَّةِ وفوقَ الرُّكْبَةِ. ويَحْتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: فلا تَنْظُرِ الخادمةُ إلى عَورةِ سيِّدِها، وقد جاءتْ مُفسَّرةً في رِوايةٍ أُخْرى بقولِهِ: "فلا تَنْظُرِ الأَمَةُ إلى شَيءٍ مِنْ عَوْرتِهِ"، أي: عَورةِ سيِّدِها.

وفي الحديثِ: بَيانُ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلاةِ والاهتمامِ بها، ومَشروعيَّةُ ضَرْبِ الأبناءِ على التَّقصيرِ في الصَّلاةِ عِنْدَ بُلوغِهم سِنَّ العاشِرةِ.

وفيه: الحثُّ على تَعليمِ الأولادِ ما يَنفعُهم ويُصلِحُهم، والحثُّ على سَدِّ كلِّ ذَرائعِ الفِتنةِ بينَ الذُّكورِ والإناثِ.

وفيه: تَنْظيمُ العلاقةِ الشَّرعيَّةِ بين الإماءِ وبينَ مالِكيهم إذا تزوَّجْنَ.

وفيه: الأَمْرُ بغَضِّ البَصَرِ عمَّا لا يَحِلُّ.

حكم الشرع في نوم الطفل بين والديه.. لماذا أمر الرسول بالتفرقة في المضاجع بين الأبناء؟

من جانبه، قال الشيخ عبد العزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية السابق، إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم فى المضاجع) دليل على وجوب التفريق بين الذكور والإناث بعد بلوغ سن العاشرة حذرًا من غوائل الشهوة، وهذا من باب التنشئة على السلوك الذى يسد أبواب جميع المفاسد التى ربما تنتج عن الاختلاط فى المضجع.

وأوضح أن المراد التفريق بينهما عند النوم خوفًا من الوقوع فى المحظور فإن الولد إذا بلغ من العمر العاشرة فهم أمورا قد لا يفهمها من قبل، وخاصة فى هذه الأيام التى كثرت فيها وسائل التواصل الاجتماعى وبالتالى سهلت معرفة أمر العلاقة الزوجية، ولذلك تعين التفريق فى الفراش.

ونبه إلى أن التفريق يكون بطريقتين، الأولى: أن يكون لكل منهما فراش خاص به، والثانية: أن يكونا فى فراش واحد ولكن متفرقين بشرط أن يكون بينهما حائل أى غير متلاصقين غير متجردين من ملابسهما ويؤمن عدم الفتنة ومن باب درء المفسدة يستحب التفريق بينهما فى الفراش.

تم نسخ الرابط