عاجل

مبادرة عسكرية جديدة لتعية الجيش الفرنسي عقب وصول ترامب للبيت الأبيض

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مقترح بإطلاق مبادرة جديدة لتعبئة الشباب في صفوف الجيش الفرنسي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، لافتا إلى أن "الاكتفاء بتعداد الشباب وتنظيم يوم الدفاع والمواطنة" لا يكفي فرنسا في الوقت الحالي.

وفي خطاب له شدد الرئيس الفرنسي على التهديدات المتزايدة التي تواجه فرنسا وأوروبا، وضرورة تكيف الدولة مع هذه التحديات، مشيرًا إلى ضرورة تحديث المراجعة الاستراتيجية الفرنسية التي تركز على أولويات الدفاع الوطني، وأعرب عن دعمه لضرورة حدوث صحوة استراتيجية أوروبية لمواجهة الأزمات الأمنية.

ماكرون والتهديدات العالمية

أكد الرئيس الفرنسي في خطابه على تزايد التهديدات العالمية مع التركيز بشكل خاص على الحرب في أوكرانيا، التي يبدو أنها لن تنتهي قريبًا، على حد قوله، قائلاً: "لا ينبغي أن نتوهم، فالصراع في كييف لن ينتهي غدًا أو بعد غد". حسبما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

و دعا ماكرون إلى ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولياتها في ضمان السلام والأمن داخل القارة، قائلاً: "لا يمكن أن يكون هناك سلام وأمن في أوروبا بدون الأوروبيين وبحضور مفاوضات أوروبية."

كما أشار إلى أن الهدف الحالي هو دعم كييف بما يكفي لتحمل التهديدات المستقبلية، وضمان موقع قوي لها في أي مفاوضات مستقبلية، مؤكدا على ضرورة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب، بالإضافة إلى ضمان أمن فرنسا وأوروبا.

 دعوة إلى تعبئة الشباب لخدمة القوات المسلحة

وأوضح ماكرون أن حكومة جابرييل أتّال كانت قد بدأت في العام الماضي العمل على مشروع التجنيد الوطني الشامل للشباب بين سن 15 و17 عامًا، لكن هذا المشروع يواجه الآن صعوبات بسبب التحديات السياسية والاقتصادية.

ورغم ذلك، أكد الرئيس الفرنسي أنه لا يخطط لإعادة التجنيد العسكري الإلزامي، لكنه دعا إلى وضع اقتراحات من الحكومة والقيادة العسكرية بحلول شهر مايو المقبل، لتطوير آلية تسمح للشباب بالتطوع لإسناد القوات المسلحة، كما أشار إلى أهمية تطوير احتياطيات الجيش، لاسيما الاحتياطي المهني، مؤكدا أن دورة الدفاع والمواطنة ستُعاد هيكلتها لتصبح منصة أكثر فعالية للكشف عن المتطوعين وتعريفهم بالفرص المتاحة للعمل في الجيش.

و أطلق ماكرون أيضًا مراجعة استراتيجية جديدة لمواجهة "التحديات الأمنية" التي تشهدها فرنسا وأوروبا، أكد على أن الاستراتيجية الأوروبية يجب أن تتطور سريعًا لمواكبة الانسحاب المحتمل للحليف الأمريكي، خاصة في ظل عودة  دونالد ترامب إلى السلطة.

كما أشاد بالدعوات الأمريكية لزيادة الإنفاق الدفاعي، معتبرًا أن أوروبا يجب أن تتحمل جزءًا أكبر من هذه المسؤولية. وأضاف أنه يجب أن تتبنى أوروبا برامج مشتركة في مجال التسلح وتعزيز قدرتها الإنتاجية في مجالات الدفاع.

ماكرون وترامب
ماكرون وترامب

 مستقبل الدفاع الفرنسي

وتناول ماكرون في خطابه أهمية الاستثمار في الدفاع، مشيرًا إلى الحاجة لتوسيع الموارد المخصصة للأمن، لا سيما مع وجود خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي الفرنسي إلى 413 مليار يورو في الفترة ما بين 2024 و2030، وأكد على ضرورة التحول إلى آفاق جديدة في مجالات البحث والتطوير للجيل القادم من المعدات العسكرية.

يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تحقيق تنمية شاملة في قطاعات الدفاع والأمن، مع تمكين الشباب الفرنسي من المشاركة الفاعلة في هذا المجال وتعزيز قدرة القوات المسلحة على التكيف مع التهديدات المعاصرة، حيث في جاءت تصريحاته لتكون بمثابة إعلان عن خطة لتطوير الدفاع الفرنسي والأوروبي في مواجهة التهديدات المتزايدة على الساحة الدولية.

تم نسخ الرابط