من الإرهاق إلى النسيان..متى يصبح التوتر علامة على الخرف المبكر؟

من نسيان إرسال بريد إلكتروني مهم إلى فقدان التركيز أو الخوف من المناسبات الاجتماعية يظن الكثيرون أن هذه الأعراض ناتجة عن الضغط النفسي أو الإجهاد اليومي.
لكن خبراء الصحة العقلية يحذرون من أن بعض هذه العلامات قد تكون إنذارات مبكرة للخرف وهو مرض تنكسي يؤثر تدريجي على الذاكرة والسلوك والقدرات الذهنية.
تقول البروفيسورة جون أندروز الباحثة في جامعة ستيرلنغ:
يعاني الجميع من النسيان أو الارتباك في فترات التوتر، لكن الفرق الجوهري هو استمرار هذه الأعراض وتفاقمها مع مرور الوقت.
فقدان الذاكرة
يعد فقدان الذاكرة من أولى العلامات الشائعة لمرض الخرف ومع ذلك كثير ما يعزى إلى التوتر أو الانشغال.
يقول البروفيسور باريش مالهوترا من كلية إمبريال كوليدج لندن:
“النسيان الناتج عن التوتر مؤقت وغالبا مما يتذكر الشخص ما نسيه لاحقا أما في الخرف فيختفي هذا التذكر نهائيا.”
ويضيف أن أحبّء المريض غالبا ما يكونون أول من يلاحظ التغيرات الدقيقة في سلوكه أو ذاكرته.
رهاب التكنولوجيا
قد يواجه المصابون بالخرف المبكر صعوبة في تعلم مهارات جديدة كاستخدام البرامج أو التعامل مع الأجهزة الحديثة.
ويقول البروفيسور مالهوترا:
ذاكرتنا ضرورية لتعلم المعلومات الجديدة لذلك عندما يفقد شخص قدرته على التأقلم مع التكنولوجيا أو حل المشكلات فقد تكون هذه علامة مقلقة.”
كما قد يصبح التخطيط اليومي أو إعداد وجبة معقدة مهمة مرهقة وهي مؤشرات على تراجع الوظائف التنفيذية في الدماغ.
تعب العيون
من الطبيعي الشعور بالتعب بعد أسبوع عمل طويل لكن في بعض الحالات تكون صعوبة معالجة المعلومات البصرية إشارة مبكرة للخرف.
يقول الدكتور كالوم هاميلتون من مركز أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة:
قد يخطئ الشخص في ارتداء ملابسه أو يمسك كوب القهوة من جانبه الساخن دون وعي، ظن منه أن المشكلة في بصره بينما السبب الحقيقي هو ضعف في الإدراك البصري المكاني.”
النسيان أثناء المحادثة
عدم القدرة على تذكر الكلمات الشائعة أو أسماء الأشخاص قد يبدو عرض بسيط لكنه أيضا من أبرز أعراض الخرف المبكر.
يوضح الدكتور هاميلتون:
قد يجد المريض صعوبة في المشاركة بالمحادثات أو متابعة الحديث وقد تتدهور مهارات الكتابة والإملاء تدريجيا.
تغيرات في المزاج والسلوك
بينما تختفي تقلبات المزاج الناتجة عن التوتر بعد الراحة فإن تلك المرتبطة بالخرف تكون مستمرة وتزداد سوء بمرور الوقت.
قد يصبح المريض عصبي أو مكتئب أو فاقد للثقة وأحيانا يتصرف بطريقة غير لائقة اجتماعياً بسبب ضعف الوعي الذاتي.
الانسحاب الاجتماعي: عندما يتحول القلق إلى عزلة
يعد تجنب المناسبات الاجتماعية سلوكًا آخر يجب الانتباه إليه.
يقول البروفيسور مالهوترا:
“بعض المرضى ينسحبون اجتماعيًا لأنهم يشعرون بفقدان السيطرة على الكلام أو الذاكرة أثناء التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى الانعزال وفقدان الثقة بالنفس.”