مستشارة شيخ الأزهر: النبي ﷺ قدّم للعالم نموذجًا رفيعًا في القيادة الإنسانية

شاركت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، في المؤتمر الدولي الخامس للسيرة النبوية، الذي عُقد خلال يومي 18 – 19 أكتوبر 2025م، تحت عنوان: «التوازن في القوة من منظور الحكمة العسكرية النبوية: التعليمات والعلاقات العسكرية»، والذي نظمه قسم الدراسات الإسلامية بمعهد الكرم الدولي بمدينة بهيرة / إسلام آباد، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم الإسلامي.
السيرة النبوية منهج حياة متكامل لإحياء القيم الإنسانية وترسيخ السلام العالمي
وألقت الدكتورة نهلة الصعيدي كلمة الافتتاح الرئيسة، ناقلة تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى المشاركين، ودعواته لهم بالتوفيق والسداد، مشيدة بالجهود العلمية المخلصة التي يبذلها القائمون على المؤتمر في خدمة السيرة النبوية، التي تمثل النور الهادي لكل باحث عن الحقيقة والرحمة والهداية.
مشروع حضاري متكامل
وأكدت مستشارة شيخ الأزهر أن السيرة النبوية ليست مجرد أحداث تُروى أو تاريخ يُحكى، بل هي مشروع حضاري متكامل يجمع بين الإيمان والعلم والعمل، مشيرة إلى أن هذا التوازن يمثل جوهر الحكمة النبوية في إدارة الحياة والعلاقات الإنسانية والعسكرية على حد سواء.
وأضافت أن النبي ﷺ قدّم للعالم نموذجًا رفيعًا في القيادة الإنسانية، حيث جمع بين الحزم والرحمة، والعدالة والعفو، فكانت قوته في أخلاقه وعدله لا في سلطانه، وأن حكمته العسكرية كانت قائمة على حماية الإنسان وصون كرامته لا على البطش أو الغلبة، داعيةً إلى إعادة قراءة السيرة قراءة معاصرة تعيد للأمة وعيها، وللعالم اتزانه الإنساني والأخلاقي.
الحكمة العسكرية في السيرة النبوية
وبينت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الحكمة العسكرية في السيرة النبوية تقوم على ثلاثة أسس: أولها النية الخالصة لله، وثانيها الغاية العادلة في حماية الحق والإنسان، وثالثها الوسيلة الأخلاقية التي لا تنفصل عن الرحمة والعدل، موضحة أن الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى استلهام هذه المعاني النبوية لإعادة بناء الوعي وتحصين العقول ضد فكر الغلو والتطرف.
الرحمة والعدل هما جوهر القوة في الإسلام
وأكدت أن الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، يواصل أداء رسالته في نشر الفكر الوسطي المستنير وإحياء النموذج النبوي في القيادة والإصلاح، من خلال برامجه التعليمية ومبادراته الدولية التي تجمع بين العلم والإيمان، وتؤكد أن الرحمة والعدل هما جوهر القوة في الإسلام.
وأوضحت أن الأزهر الشريف هو الامتداد الطبيعي لمنهج النبوة في الوسطية والتوازن، فقد حمل رسالة السيرة إلى العالم أجمع بعلم راقٍ وفكر مستنير، وسعى إلى بناء الإنسان القادر على الجمع بين العقل والإيمان، والعلم والعمل، مشيرة إلى أن جهود الأزهر في نشر العلم ومكافحة الجهل والتطرف تُجسّد عمليًا مبادئ السيرة النبوية في الرحمة والعدل والاعتدال.
واختتمت كلمتها بالدعاء بأن يجعل الله هذا المؤتمر منبرًا للحق والخير، وأن يوفق العلماء والباحثين في استكمال مسيرة النور التي بدأها النبي ﷺ، مؤكدة أن محبة رسول الله ليست مجرد قول يُقال، بل التزام بمنهجه في كل تفاصيل الحياة، وسلوك يُترجم قيمه في واقع الناس علمًا وعدلًا ورحمة وسلامًا.