لـ "استعادة أمريكا بالكامل".. تعرف علي قرارات ترامب في يومه الأول

في اليوم الأول من عودته لمنصبه، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى الوفاء بالعديد من وعوده الانتخابية وإلغاء سياسات الإدارة السابقة.
وتعكس هذه الأوامر، التي تم تسليمها بسرعة مميزة، التزام ترامب بـ "الاستعادة الكاملة لأمريكا"، كما أعلن في خطاب تنصيبه، الذي ألقاه أمس 20 يناير.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن التنفيذ السريع لهذه الأوامر أثار الجدل، ويؤثر على اتجاه البلاد على عدد من الجبهات، من الهجرة إلى سياسة المناخ والقضايا الاجتماعية.
الإجراءات التنفيذية الرئيسية بشأن الهجرة والمواطنة
كان أحد أهم الأوامر، التي وقعها ترامب في يومه الأول، تهدف إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة، وهو حجر الزاوية للتعديل الرابع عشر.
يستهدف الأمر على وجه التحديد الأطفال المولودين لمهاجرين غير موثقين، معلنًا أن الأفراد الذين كان آباؤهم موجودين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة وقت الولادة لن يُمنحوا الجنسية التلقائية.
وفي حين يُصر ترامب على أن هذا الإجراء من شأنه أن يحد من الهجرة غير الشرعية، لكن من المتوقع أن يواجه تحديات قانونية فورية.
وتتماشى هذه الخطوة مع أجندته الأوسع نطاقًا بشأن سياسة الهجرة، والتي تشمل وقف الدخول غير القانوني وتكثيف عمليات الترحيل.
خروج الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية
في قرار شامل آخر، وقع ترامب على أمر تنفيذي بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
ويأتي هذا القرار في أعقاب انتقاداته المتكررة لطريقة تعامل منظمة الصحة العالمية مع جائحة كوفيد-19 وغيرها من الأزمات الصحية العالمية.
ويؤدي ذلك القرار إلي وقف الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مساهم مالي في منظمة الصحة العالمية، دعمها المالي، مما يمثل تحولًا كبيرًا في العلاقات الصحية الدولية.
وتشكل هذه الخطوة جزءًا من سياسة ترامب الخارجية الأوسع نطاقًا "أمريكا أولاً"، مما يشير إلى التراجع عن الالتزامات المتعددة الأطراف.
تغيير الأسماء الجغرافية: إعادة تسمية خليج المكسيك
كما أصدر ترامب أوامر كانت لها عواقب رمزية ولكنها أقل تأثيرًا، مثل إعادة تسمية خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" وإعادة تسمية جبل دينالي في ألاسكا إلى تسميته السابقة جبل ماكينلي.
في حين كانت هذه التغييرات رمزية إلى حد كبير، إلا أنها تعكس رغبة ترامب في تأكيد الهوية والقيم الأمريكية، حتى في التفاصيل البسيطة على ما يبدو للحكومة.
التراجع عن السياسات البيئية
تماشياً مع انتقاداته لسياسات المناخ في ظل إدارة بايدن، وقع ترامب على أمر تنفيذي يلغي هدفًا غير ملزم لعام 2030 للسيارات الكهربائية لتمثل نصف مبيعات السيارات الجديدة.
كما اتخذ إجراءات لإلغاء معايير التلوث التي وضعها بايدن للسيارات.
وتشير أوامر ترامب إلى نيته إحياء صناعة الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة من خلال التراجع عن القيود المفروضة على الحفر، وخاصة في ألاسكا، وإعلان حالة الطوارئ الوطنية للطاقة لتسريع مشاريع البنية التحتية للوقود الأحفوري.
عكس سياسات بايدن: أجندة محافظة
في إطار أوسع نطاقًا، ألغى ترامب 78 إجراءً تنفيذيًا اتخذه الرئيس بايدن، ركز العديد منها على سياسات المساواة العرقية ومكافحة التمييز.
تشير تلك الأوامر بإلغاء هذه التدابير إلى التزام ترامب بتفكيك ما يراه نهج إدارة بايدن "الراديكالي" تجاه القضايا الاجتماعية.
تداعيات سياسات ترامب بشأن الهجرة والحدود
كانت إحدى أكثر الخطوات المتوقعة إعلان ترامب عن حالة طوارئ حدودية وطنية، مما مهد الطريق لإنفاذ قوانين الهجرة على نطاق واسع.
ويتعهد الأمر التنفيذي بدفعة قوية لترحيل المهاجرين غير المسجلين، حيث اقترح ترامب أن ترسل الولايات المتحدة قوات إلى الحدود الجنوبية لوقف الهجرة غير الشرعية.
وهذه الخطوة، على الرغم من كونها رمزية إلى حد كبير، تضع الأساس لما أسماه ترامب "أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا".
العفو عن المتهمين في أحداث السادس من يناير: موقف سياسي حاسم
اتخذ ترامب أيضًا خطوة غير مسبوقة بإصدار العفو وتخفيف الأحكام للأفراد المتورطين في هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي.
وكان هذا العفو يشكل عنصرًا أساسيًا في برنامج إعادة انتخاب ترامب، حيث يواصل تلبية رغبات قاعدته بينما يضع نفسه كبطل لأولئك الذين يراهم معاقبين ظلماً على أفعالهم أثناء أعمال الشغب.
ومع احتمال تعثر التحقيقات في الجرائم المتعلقة بأحداث السادس من يناير تحت قيادته، فإن تصرفات ترامب تمثل انحرافًا حادًا عن موقف إدارة بايدن بشأن المساءلة.
الخروج من اتفاقية باريس للمناخ: العودة إلى الانعزالية
ربما كانت إحدى أكثر الخطوات المتوقعة في اليوم الأول لترامب في منصبه هي الأمر التنفيذي بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
يشير قرار ترامب بالتخلي عن الاتفاق الدولي، الذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، إلى تشككه المستمر في مبادرات تغير المناخ والتعاون الدولي.
كان خروج ترامب السابق من الاتفاق في عام 2017 قد تم التراجع عنه من قبل بايدن في عام 2021، ولكن مع عودته إلى منصبه، لم يهدر ترامب أي وقت في الإشارة إلى العودة إلى سياسات المناخ الانعزالية.
عودة سريعة إلى أجندة استقطابية
تعكس الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب في أول يوم له في منصبه التزامه الدائم بالسياسات والمبادئ التي حددت ولايته الأولى، من التراجع عن الحماية البيئية إلى تفكيك السياسات المتعلقة بالهجرة والجنس والمساواة العرقية، فإن تصرفات ترامب هي جهد واضح لترسيخ إرثه وإعادة ترسيخ رؤية محافظة لأمريكا.
.