ما هو بر الوالدين في القرآن والسنة؟.. منزلته ولماذا التحذير من عقوقهما

يكثر البحث عن بر الوالدين في القرآن الكريم والسنة المطهرة وما جاء فيهما من منزلة لمن بر الوالدين وتحذير من عقوقهما، وهو ما سنوضحه في التقرير التالي.
بر الوالدين في القرآن الكريم والسنة
يقول حَبْرُ الأمة وترجمانُ القرآن عبدُ الله بن عباسٍ رضي الله عنهما: «ثلاثُ آياتٍ مقروناتٌ بثلاثٍ، ولا تُقبل واحدةٌ بغير قرينتها:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [التغابن: 12]، فمَن أطاع اللهَ ولم يُطعِ الرسولَ لم يُقبَل منه.
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، فمَن صلَّى ولم يُزكِّ لم يُقبَل منه.
{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، فمَن شكرَ لله ولم يشكرْ لوالديه لم يُقبَل منه».
ولأجل ذلك تكرَّرت الوصايا في كتاب الله تعالى بالإلزام ببِرِّهما والإحسانِ إليهما، والتحذيرِ من عقوقهما أو الإساءةِ إليهما بأيِّ أسلوبٍ كان، فقال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36].
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8].
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
وفي سنَّة رسول الله ﷺ جاء التأكيدُ على وجوب برِّ الوالدين، والترغيبُ فيه، والترهيبُ من عقوقهما.
ومن ذلك ما صحَّ عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: «رِضا الربِّ في رِضا الوالدين، وسخطه في سخطهما» (رواه الطبراني في الكبير).
ويوضح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: يكون بر الوالدين بالإحسان إليهما بالقولِ اللَّين الدالِّ على الرفقِ بهما والمحبةِ لهما، وتجنُّبِ غليظ القولِ الموجب لنُفرتهما، وبمناداتهما بأحبِّ الألفاظِ إليهما كـ"يا أمي" و"يا أبي"، وليقلْ لهما المرءُ ما ينفعُهما في أمرِ دينِهما ودنياهُما، ويُعلِّمهما ما يحتاجان إليه من أمور الدين.
ولْيُعاشرهما بالمعروف؛ أي بكلِّ ما عُرف شرعًا جوازُه، فيُطيعهما في فعل جميع ما يأمرانه به من واجبٍ أو مندوبٍ أو مباح، وفي تركِ ما لا ضررَ عليه في تركِه، ولا يُحاذيهما في المشي فضلًا عن التقدُّم عليهما إلا لضرورةٍ، نحو ظلامٍ، وإذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنِهما، وإذا قعد لا يقوم إلا بإذنِهما، ولا يَستقبح منهما نحوَ البولِ عند كِبرهما أو مرضهما، لما في ذلك من أذيَّتهما.
الوصية بالوالدين والإحسان إليهما
وشدد: نحن عندما نُكرِّر الوصيةَ بطلب معرفةِ قدر الوالدين والإحسانِ إليهما، والإقرارِ بحقِّهما في البرِّ والصِّلة، إنما نفعل ذلك ليعودَ بالخير على المجتمعِ المسلمِ كلِّه؛ إذ لا تتحقَّق سعادةُ فردٍ أو أمةٍ دون احترامِ صغارِها لكبارها، ممَّن أسدَوا إلينا معروفًا، وبذلوا لنا عطاءً، وفاضوا علينا من بحورِ المودَّةِ والرحمةِ والحبِّ.
ويأتي في مقدمةِ هؤلاء الرحماء الوالدانِ، بكلِّ ما لهما أو عليهما.
واختتم: نسأل الله العظيم أن يهدينا الطريقَ المستقيم، وأن يتوبَ علينا وعلى المسلمين، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.