عاجل

يأتي شهر أكتوبر عام 2025 حاملاً معه عبق التاريخ وروح الانتصار، ليؤكد أن أكتوبر في الوجدان المصري ليس مجرد زمنٍ يُقاس بالأيام، بل رمز متجدد للإرادة والكرامة الوطنية.
فكما شهد أكتوبر عام 1973 أعظم انتصارات الدوله المصرية في معركة الكرامة والتحرير، يشهد أكتوبر 2025 استمرار تلك الروح في صور متعددة من الإنجاز والنجاح  في السياسة، والدبلوماسية، والثقافة، والرياضة، والتنمية.

لقد اصبح هذا الشهر مناسبة سنوية لتجديد الثقة في قدرة الدولة المصرية على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم، تمامًا كما فعلت في السادس من أكتوبر حين غيّرت وجه التاريخ. ومن فوز مصر بعضوية مهمة في منظمة اليونسكو، إلى الاحتفالات الوطنية بنصر أكتوبر، مرورًا بالنجاحات الدبلوماسية في دعم السلام الإقليمي والإنجازات الرياضية التي ترفع راية الوطن عاليًا، يتأكد أن بركات أكتوبر لا تنقطع، وأن روح 1973 ما زالت تسكن في كل إنجاز مصري جديد.

نصر أكتوبر المجيد… ذاكرة لا تُمحى

يبقى السادس من أكتوبر حجر الزاوية في التاريخ المصري الحديث. ففي عام 1973، استطاع الجيش المصري أن يغيّر معادلة الصراع في الشرق الأوسط بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، في عملية عسكرية اتسمت بالدقة والجرأة والإبداع.
وفي عام 2025، تتجدد هذه الذكرى الخالدة باحتفالات وطنية واسعة، تُجسّد تلاحم الشعب والجيش، وتعكس فخر الأجيال الجديدة بما حققه الآباء والأجداد. لقد أصبحت ذكرى النصر ليست فقط مناسبة للاحتفال، بل أيضًا منصة لتجديد العهد بالعمل والإخلاص والبناء، تأكيدًا على أن النصر الحقيقي اليوم هو في استمرار التنمية وصون الكرامة الوطنية.

فوز مصر بمنصب في منظمة اليونسكو

في أكتوبر 2025، خطت مصر خطوة جديدة نحو تعزيز حضورها الدولي بفوزها بمنصب مؤثر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
هذا الفوز يُعد تأكيدًا لمكانة مصر الثقافية والحضارية الممتدة عبر آلاف السنين، وتجسيدًا لثقة المجتمع الدولي في دورها القيادي في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.
كما يعكس ذلك نجاح الدبلوماسية المصرية في توظيف أدوات القوة الناعمة، من تعليم وثقافة وإبداع، لتعزيز مكانة مصر كركيزة أساسية في منظومة الفكر الإنساني العالمي.

مصر… صوت العقل وصانعة السلام في مفاوضات شرم الشيخ

يأتي شهر أكتوبر 2025 ليؤكد من جديد المكانة المحورية التي تحتلها مصر في النظام الإقليمي والدولي، ليس فقط كقوة عسكرية صاحبة تاريخ مجيد في تحقيق النصر، بل أيضًا كدولة سلام تمتلك من الخبرة والحكمة ما يجعلها قادرة على قيادة أصعب الملفات في المنطقة.
فقد استضافت مدينة شرم الشيخ على مدار أيام متتالية جولات تفاوضية معقدة بشأن وقف الحرب على غزة، بمشاركة وفود من حركة حماس وإسرائيل، وبرعاية مشتركة من مصر وقطر، وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

أثبتت مصر، من خلال إدارتها الدقيقة للمباحثات، أنها لا تتعامل مع الأزمات بمنطق ردّ الفعل، بل برؤية استراتيجية متكاملة تسعى لتحقيق سلام شامل ومستدام، يحفظ الأرواح ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وقد حرصت القاهرة على أن تكون مفاوضات شرم الشيخ قائمة على أسس واضحة، أبرزها:
• الوقف الكامل والدائم لإطلاق النار وليس مجرد تهدئة مؤقتة.
• الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بما يضمن احترام السيادة الفلسطينية.
• تبادل الأسرى والمحتجزين برعاية دولية وإنسانية.
• ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ودون قيود.

وبفضل الجهود المصرية، تحقق تقدم ملموس في عدد من الملفات، وأبدت الأطراف المختلفة استعدادًا مبدئيًا للالتزام بخطة تهدئة شاملة، مع استمرار المشاورات حول آليات التنفيذ.
وقد صرّح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بأن القاهرة “تتحرك من منطلق مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وسعيها لحماية المدنيين وتحقيق حل سياسي دائم”، مؤكدًا أن مصر لن تدّخر جهدًا في سبيل إنهاء النزاع وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

إن مفاوضات شرم الشيخ في أكتوبر 2025 تعيد إلى الأذهان روح أكتوبر 1973، حين امتلكت مصر الشجاعة لخوض الحرب من أجل السلام، واليوم تمتلك الإرادة ذاتها لخوض معركة الدبلوماسية دفاعًا عن الاستقرار الإقليمي. لقد أثبتت مصر مرة أخرى أنها قلب العالم العربي النابض بالحكمة والمسؤولية، وأنها قادرة على الجمع بين القوة والاعتدال، بين الإرادة والإقناع، في سعيها الدائم لبناء شرق أوسط أكثر أمنًا وعدلًا.

الإنجازات الرياضية… روح التحدي والانتصار

شهد أكتوبر 2025 لحظات فخر رياضي للمصريين، سواء من خلال نتائج المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم أو تألق الرياضيين المصريين في البطولات الدولية.
تلك النجاحات لم تكن مجرد نتائج على أرض الملعب، بل ترجمة واقعية لقيم الاجتهاد والانضباط والتحدي التي تشكل جوهر الشخصية المصرية.
فالرياضة باتت اليوم مرآة تعكس طموحات جيلٍ يسعى إلى رفع راية بلاده عاليًا في كل المحافل، مستلهمًا روح أكتوبر التي لا تعرف المستحيل.


اكتوبر بمذاق النصر

إن ما تحقق خلال الثلث الأول من شهر أكتوبر 2025 يؤكد أن هذا الشهر لا يزال وفيًّا لتاريخه الاستثنائي في الذاكرة المصرية.
ففي أيام قليلة فقط، شهدت مصر نجاحات دبلوماسية بارزة في مفاوضات شرم الشيخ، وتقديرًا دوليًا بفوزها بمنصب مؤثر في اليونسكو، إلى جانب احتفالات وطنية مهيبة بذكرى نصر أكتوبر المجيد، وإنجازات رياضية رفعت اسم الوطن عاليًا.

ومع أننا ما زلنا في التاسع من أكتوبر فقط، فإن حصاد الأيام الماضية يعكس حيوية الدولة المصرية وقدرتها على الجمع بين المجد العسكري التاريخي والنجاح السياسي والدبلوماسي المعاصر.
لقد برهنت مصر مجددًا أن روح أكتوبر 1973 ما زالت حاضرة بقوة ، روحٌ لا تعرف الانكسار، ولا تؤمن بالمستحيل، وتستمد منها الأجيال الحالية طاقتها في العمل والبناء وصناعة المستقبل.

ومن المرجح أن يحمل ما تبقّى من هذا الشهر المزيد من الأخبار السارة، لتظل بركات أكتوبر عنوانًا متجددًا لمسيرة وطن لا يتوقف عن العطاء، ولا يزال يكتب فصول مجده بحروف من نور على صفحات التاريخ.

تم نسخ الرابط